الأحد ديسمبر 22, 2024

من أعظم الفساد ضلال المعتزلة في قولهم إن الإنسان يخلُقُ أفعالَهُ خالفوا قولَ اللهِ ‏تعالى: (اللهُ خالِقُ كلِّ شىء) (سورة الزمر/62)، لأن الشئَ يَشملُ الجسمَ وعملَ ‏الجسم، وقولَه تعالى: (هل من خالقٍ غيرُ اللهِ) (سورة فاطر/3). ‏

هذا القول منهم كفر وضلال وفيه أن ما يفعلُه الإنسان بإرادته ليس بقضاء الله وقدَرِه، ‏على زعمهم أن الذي هو بقضاء الله ما يفعله الإنسان بلا إرادة فقط. ‏
أهل الحَقِّ يعتقدون أن أفعالَ العبد كلها خلقٌ لله تعالى وكسبٌ للعباد، فالمعتزلة خالفوا ‏هذا وخرجوا عن الذي هو معتقد أهل السنة والجماعة من الصحابة ومن تبعهم ‏بإحسان. ‏

يقول الإمام العلامة الحافظ الكبير محدث الديار المصرية وفقيهها أبو جعفر الطحاوي:  -أفعال العباد هي خلق الله تعالى وكسبٌ للعباد- وهو ‏مما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من الصحابة إلى عصره.

ليس يتحدث عن رأيه ‏الخاص بل يتحدث عن معتقد الأمّة من الصحابة ومن تبعهم بإحسان، ليس من شذّ ‏عنهم. والجمهور على ما كانوا عليه الصحابة. في المعتقد أمة محمد إلى يوم القيامة ‏على وتيرةٍ واحدة.‏

جمهور أمة محمد معتقدهم أن الله تعالى هو خالق كلّ شىء من حركات العباد ‏وسكونهم وأجسامهم، وكلُّ جسم وجرم دخل في الوجود فهو بخلق الله.

هؤلاء المعتزلة ءال أمرهم إلى تكذيب القرآن، وكذّبوا عدةَ آيات كقوله تعالى: (قل الله ‏خالقُ كلّ شىء) لأنّ الشىء يشمل الحركات والسكنات ويشمَلُ الأجسام، ليس الشىءُ ‏خاصاً بالأجسام، أليس يقول القائل ما عمِلتُ شيئاً؟!

العمل الحركة والسّكون شىء، ‏ليس الشىء الجسم فقط.

حتى إنّه يُقال لُغَةً وشرعاً نويت شيئاً، يصحُّ لغةً وشرعاً قول ‏نويت شيئاً.

إذاً النية شىء وهي من أعمال القلب، فبالأولى أعمالُ الظّواهر الحركات ‏والسّكنات تكون شيئاً.

وقوله تعالى: (قل الله خالِقُ كلّ شىء) يشمَلُ الحركات ‏والسّكنات التي هي من العباد، كَسْباً من العباد، وهي خلقٌ لله تعالى. هي من الله ‏تعالى خلقاً وتكويناً. ‏
وأصرح من ذلك قولُه تعالى: (هل من خالقٍ غيرُ الله) ما قال الله تعالى هل من خالق ‏للأجسام غيرُ الله بل قال: (هل من خالق غيرُ الله) شمِل ذلك الحركات والسّكنات ‏والأجسام، فكلُّ ذلك خلق الله تبارك وتعالى فكان الحقُّ مع أهل السنة والجماعة.‏

نسأل الله التوفيق واتباع الحق وأهله.