الجمعة أكتوبر 18, 2024
  • اجتناب النميمة والسعاية بالمسلم بغير الحق لإيذائه:

وعن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة قتات. والقتات هو النمام، ومعناه لا يدخلها مع الأولين. والنميمة نقل القول للإفساد كأن ينقل بين اثنين مثلا ينقل من أحمد إلى عصام ومن عصام إلى أحمد للإفساد إن كان حصل أو لم يحصل ما قاله هذه نميمة.

والسعاية بالمسلم أي نقل خبره إلى محل ذي سلطة لإيقاع الضرر به من القتل فما دونه ذنب عظيم عند الله ففي التوراة ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفسيراً لقول الله تعالى في القرآن إخباراً عما أنزله الله تعالى على موسى (ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان ليقتله) أما ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن قام لمسلم مقام رياء وسمعة” فتفسير هذا أن الذي يرتكب هذه المعصية وهي أن يقصد إنسان رفع شأن  نفسه عند الناس وتهشيم مسلم آخر ظلماً بإيذائه إما في وجهه وإما في خلفه يفخم نفسه لينظر إليه بعين الإجلال ويحمد فيهشم الآخر هذا معنى الحديث “ومن قام لمسلم مقام رياء وسمعة أقامه الله تعالى مقام رياء وسمعة معناه يوم القيامة يفضحه يكشف الله تبارك وتعالى حال ذلك الإنسان الذي كان في الدنيا تكلم ليفخم نفسه ليمدحه الناس ولينظروا إليه بعين الإجلال فهشم ذلك المسلم عظم نفسه وفخمها لتهشيم ذلك المسلم، هذا الله تعالى يجازيه جزاء وفاقا يوم القيامة. يوم القيامة يفضح هذا الإنسان الذي تكلم على مسلم بما يظهر به لنفسه النزاهة وعلو المقام والرفعة أي رفعة القدر في تهشيم ذلك الإنسان يفضحه بين الناس عنه يوم القيامة إن فلاناً قام يوم كذا وقال كذا وتكلم عن نفسه بما فيه رفع شأنه وما فيه تهشيم فلان، الفضيحة في ذلك اليوم تكون شديدة على النفس في ذلك الجمع العظيم، أما هنا الفضيحة تكون أمام واحد أو اثنين أو عشرة أو عشرين أو نحو ذلك لا توازي تلك الفضيحة التي تكون في الآخرة.