الجمعة مارس 29, 2024

ابن القيم تلميذ ابن تيمية:
اسمه محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي، ويعرف بابن قيم الجوزية، ولد سنة 691هـ وتوفي سنة 751هـ

قال الذهبي في المعجم المختص عن ابن القيم هذا: عُني بالحديث بمتونه وبعض رجاله وكان يشتغل في الفقه ويجيد تقريره، وفي النحو ويدريه، وفي الاصلين. وقد حبس مدة لإنكاره شدّ الرحال لزيارة قبر الخليل [إبراهيم عليه السلام]، ثم تصدر للاشتغال ونشر العلم لكنه معجب برأيه جريء على الأمور اهـ.
قال ابن حجر في الدرر الكامنة: غلب عليه حب ابن تيمية حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله بل ينتصر له في جميع ذلك، وهو الذي هذّب كتبه ونشر علمه. واعتقل مع ابن تيمية بالقلعة بعد أن اهين وطيف به على جمل مضروبًا بالدرة، فلما مات أفرج عنه وامتحن مرة أخرى بسبب فتاوى ابن تيمية، وكان ينال من علماء عضره وينالون منه اهـ.
قال ابن كثير: كان يقصد للإفتاء بمسألة الطلاق حتى جرت به بسببها أمور يطول بسطها مع ابن السبكي وغيره. وكان جماعًا للكتب فحصل منها ما لا يحصر حتى كان أولاده يبيعون منها بعد موته دهرًا طويلًا سوى ما اصطفوه منها لأنفسهم.
وهو طويل النفس في مصنفاته يتعانى الإيضاح جهده، فيسهب جدًا، ومعظمها من كلام شيخه يتصرف في ذلك، وله في ذلك ملكة قوية، ولا يزال يدندن حول مفرداته وينصرها ويحتج لها… وجرت له محن مع القضاة منها في ربيع الأول طلبه السبكي بسبب فتواه بجواز المسابقة بغير محلل، فأنكر عليه وءال الامر إلى أنه رجع عمّا كان يفتي به من ذلك اهـ.
وقال التقي الحصني: كان ابن تيمية ممن يعتقد ويفتي بأن شد الرحال إلى قبور الأنبياء حرام لا تقصر فيه الصلاة، ويصرح بقبر الخليل وقبر النبي صلى الله عليهما وسلم، وكان على هذا الاعتقاد تلميذه ابن قيّم الجوزية الزرعي وإسماعيل بن كثير الشركويني، فاتفق أن ابن قيم الجوزية سافر إلى القدس الشريف ورقي على منبر في الحرم ووعظ وقال في اثناء وعظه بعد أن ذكر المسألة: وها أنا راجع فلا أزور الخليل. ثم جاء إلى نابلس وعمل له مجلس وعظ وذكر المسألة بعينها حتى قال: فلا يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقام إليه الناس وأرادوا قتله فحماه منهم والي نابلس، وكتب أهل القدس وأهل نابلس إلى دمشق يعرفون صورة ما وقع منه، فطلبه القاضي المالكي فتردد وصعد إلى الصالحية إلى القاضي شمس الدين بن مسلم الحنبلي وأسلم على يديه فقبل توبته وحكم بإسلامه وحقن دمه ولم يعزره لأجل ابن تيمية… ثم أحضر ابن قيم الجوزية وادعي عليه بما قاله في القدس الشريف وفي نابلس فأنكر، فقامت عليه البيّنة بما قاله، فأدّب وحمل على جمل ثم أعيد في السجن، ثم أحضر إلى مجلس شمس الدين المالكي وأرادوا ضرب عنقه فما كان جوابه إلا أن قال: إن القاضي الحنبلي حكم بحقن دمي وبإسلامي وقبول توبتي، فأعيد إلى الحبس إلى أن أحضر الحنبلي فأخبر بما قاله فأحضر وعزر وضرب بالدرة وأركب حمارًا وطيف به البلد والصالحية وردوه إلى الحبس، وجرسوا ابن القيم وابن كثير وطيف بهما في البلد وعلى باب الجوزية لفتواهم في مسألة الطلاق اهـ.