الأحد ديسمبر 7, 2025

قال المؤلف رحمه الله: [وفي إرسَالِ الرُّسلِ حِكمَةٌ وقَد أرسلَ الله تعالى رُسُلا مِنَ البشرِ على البشرِ مُبشّرينَ ومُنذرينَ ومُبينينَ للناسِ ما يَحتاجُونَ إليهِ من أمورِ الدُّنيا والدّينِ].

(الشرحُ): أنَّ إرسال الرسل أمر عظيم لأنه يتعلق بهم مصالح الدنيا والآخرة، وفي ذلك حكمة أيْ مصلحةٌ وعاقبةٌ حميدةٌ.

وليس واجبًا على الله تعالى أن يرسل رسلًا للبشر بل لو لم يُرسل لم يكن ظالِمًا. وما في كلامِ بعضِ الحنفية من قولِهِم إنَّ إرسال الرسل واجبٌ فلا يُريدونَ به أنَّ الله ملزم بذلك بل يطلقونه بمعنى أن الحكمة تقتضيه لما فيه من الحِكَم والمصالح.

قال المؤلف رحمه الله: [وقد أرسل الله تعالى رسلًا من البشر إلى البشرِ مبشرينَ ومنذرينَ ومُبَيِّنِينَ للناسِ ما يحتاجونَ إليه من أمور الدنيا والدين].

(الشرحُ): أنَّ هذا بيانٌ لفوائد الرسالة وهِيَ ترجع إلى أمرين التبشيرِ والإنذار كما قال الله تعالى: {فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ} [البقرة: 213] فالرسلُ والأنبياءُ يُبَشِّرُونَ مَن اتبعهم بالنعيم المقيم في الآخرة ويُنْذِرُونَ مَنْ تركَ اتباعهم بالعذاب المقيم فلي الآخرة فهم يُبَيِّنُونَ للناس ما يَحتاجون إليه مِن مصالح دنياهم ودينهم لينالوا نِعَمَ اللهِ ويجتنبُوا عذابَهُ في الآخرة، وهذا الأمرُ لولا إرسالُ الرسل لا يَهتدِي إليه العقلُ فالبشر بحاجة إلى الرسل والله تعالى متفضّلٌ بإرسالهم على عباده فالرسالةُ سفارةٌ بين الحقِّ تعالى وبين الخلق.