الجمعة أكتوبر 18, 2024

إخبارُه عَن مَصِيرِ الشَّيماءِ بِنتِ بُقَيْلةَ

470-        

وَقَـالَ إخْـبَـارًا عَـنِ الشَّـيْمَاءِ


 

قَـدْ رُفعَـتْ فِي بَـغْـلَـةٍ شَـهْبَاءِ


471-        

خِمَارُهَا أَسْـودُ حَـتَّـى أُخِـذَتْ


 

عَهْدَ أَبِي بَكْرٍ كَمَا قَدْ وُصِفَتْ


 











(وَ)مِن مُعجِزاتِه ﷺ ما أخبَرَ عنهُ خُرَيمُ بنُ أَوسِ بنِ حَارِثَةَ بنِ لَامٍ([1]) الطَّائِيُّ قَالَ: هَاجَرتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَدِمتُ عَلَيهِ مُنصَرَفَهُ مِن تَبُوكَ فَأَسلَمتُ، ثُمّ (قَالَ) رسولُ الله ﷺ (إخْبَارًا عَنِ) حالِ (الشَّيْمَاءِ) بِنتِ بُقَيلةَ الأزْدِيّةِ: «هَذِه الحِيرَةُ البَيْضاءُ([2]) (قَدْ رُفِعَتْ) لِي، وَهَذِهِ الشَّيْمَاءُ بِنْتُ بُقَيْلةَ الْأَزْدِيَّةُ (فِي بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ») أي بَيضاءَ «مُعْتَجِرَةً» أي مُتقَنِّعةً («خِمَارُهَا أَسْودُ») فَقُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ إنْ نَحنُ دَخَلْنا الحِيرَةَ فَوَجَدتُها كَما تَصِفُ فَهِيَ لِي([3])؟ قالَ: «هِيَ لَك».

ومضَى الأمرُ على ذلكَ (حَتَّى) إذا كان زَمانُ أبي بَكرٍ وفرَغْنا مِن مُسَيلِمةَ، أَقبَلْنا على الطَّرِيق الطَّفِّ([4]) نُرِيدُ الحِيرَةَ أي فَتْحَها، فَلَمّا دَخَلْنا كانَ أَوَّلُ مَن تَلَقّانا شَيماءُ بِنتُ بُقَيلةَ الأَزْدِيَّةُ كَما قالَ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَلَى بَغلَةٍ شَهباءِ مُعتَجِرَةً بِخِمارٍ أَسوَدَ فَتَعَلَّقتُ بِها وَقُلتُ: هَذِهِ وَهَبَها لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَدَعانِي خالِدٌ عَلَيها بِالبَيِّنَةِ فَأَتَيتُهُ بِها، وَكانَتِ البَيِّنَةُ مُحَمَّدَ بنَ مَسلَمَةَ وَمُحَمَّدَ بنَ بَشِيرٍ الأَنصارِيَّ فَسَلَّمَها إِلَيَّ.

فـ(أُخِذَتِ) الشَّيماءُ مِن قِبَلِ خُرَيمِ بنِ أَوسٍ (عَهْدَ) أي زَمنَ خِلافةِ (أَبِي بَكْرٍ) الصدِّيق رضي الله عنه في فَتحِ الحِيرَةِ (كَمَا قَدْ وُصِفَتْ) أي الشَّيماءُ في كلامِ رسولِ الله ﷺ لَها. قالَ خُرَيمٌ: فَنَزَلَ إِلَينا أَخُوها عَبدُ المَسِيحِ([5]) يُرِيدُ الصُّلحَ قالَ: بِعْنِيها، فقلتُ: لا أَنقُصُها واللهِ عَن عَشَرَةِ مائةِ دِرهَمٍ، فأَعطانِي ألفَ دِرهَمٍ وَسَلَّمتُها إِلَيهِ، فَقِيلَ: لَو قُلتَ مائةَ ألفٍ لدَفَعَها إِلَيكَ، فَقُلتُ: ما كُنتُ أَحسَبُ أنَّ عَدَدًا أكثَرَ مِن عَشْرِ مائةٍ.



([1]وقيل: لَأْم.

([2]مدينةٌ علَى ثَلاثةِ أميالٍ مِن الكُوفةِ علَى موضِعٍ يُقالُ له النَّجَف، قاله في «مُعجَم البلدان» (2/382).

([3]فيه هذا حُجّةٌ على الفَرّاء في مَنْعِه نحو: “زيدٌ لَيَفْعَلَنّ”، قاله ابن مالِك في «شواهِد التّوضيح» (ص/221).

([4]ما أشرَف مِن أرضِ العرَبِ على رِيفِ العِراقِ. يُنظَر: مُعجَم البلدان، ياقوت الحَمْويّ، (4/35).

([5]تسميةُ شَخصٍ عبدَ المسيحِ لا تجوزُ، والنّصارَى يزدادُونَ كُفرًا بتسميتِهم ذلكَ لاعتقادِهم أنّ هذا العبدَ هو مخلوقٌ للمسيحِ، أمّا مِن حيثُ حُكمُ مُناداةِ مَن سَمَّوه بذلكَ فإنّها جائزةٌ لكونِه ذلك صارَ علَمًا لكن بشَرطِ أنْ لا يَتوهَّمَ المُنادَى بذلكَ اعتقادًا فاسِدًا.