الجمعة أكتوبر 18, 2024

إخبارُه عَن إصلاحِ سِبطِه الحسَنِ بينَ بعضِ المُسلمِينَ

452-        

وَقَالَ فِي الحَسَـنِ سِـبْـطِ نَسَبِهْ


 

يَومًا لَـعَـلَّ اللهَ أَنْ يُصْـلِـحَ بِهْ


453-        

مَـا كَـانَ بَيْنَ فِـئـتَـيْـنِ وَهُمَا


 

عَظِـيمَتَانِ الكُـلُّ مِمَّنْ أَسْـلَمَا


454-        

فَكَـانَ ذَا ………………………..


 

……………………………………..


 
















(وَ)مِن مُعجِزاتِه ﷺ أنّه (قَالَ فِي) شأْنِ (الحَسَنِ) بن عليّ رضي الله عنهُما (سِبْطِ نَسَبِهْ) أي حفيدِه مِن ابنَتِه فاطِمةَ مقولتَهُ المشهورةَ (يَومًا) «إنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ و(لَعَلَّ اللهَ) عزَّ وجلَّ (أَنْ يُصْلِحَ بِهْ) أي بهذا الشّرِيفِ (مَا كَانَ) مِن النِّزاعِ (بَيْنَ فِئتَيْنِ) أي فرقتَينِ (وَهُمَا) أي والحالُ أنّ الفِرقتَينِ (عَظِيمَتَانِ) أي كبِيرتانِ و(الكُلُّ) كانَ (مِمَّنْ أَسْلَمَا) أي مِن المُسلمِين (فَكَانَ ذَا) الأمرُ كما قالَ ﷺ.

روَى البُخاريُّ في «صحِيحِه» وبعضُ أصحابِ السُّنَن عن أبي مُوسَى الأشعريِّ رضي الله عنه قالَ: سمِعتُ الحَسَنَ يَقُولُ: استَقبَلَ واللهِ الحَسَنُ بنُ عَليّ مُعاوِيَةَ بِكَتائِبَ أَمثالِ الجِبالِ، فَقالَ عَمرُو بنُ العاصِ: إِنِّي لَأَرَى كَتائِبَ لَا تُوَلِّي حَتَّى تَقتُلَ أَقرانَها([1])، فَقالَ لَهُ مُعاوِيَةُ وَكانَ واللَّهِ خَيرَ الرَّجُلَينِ([2]): أَي عَمرُو إِنْ قَتَلَ هَؤُلَاءِ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ هَؤُلَاءِ مَن لِي بِأُمُورِ النّاسِ مَن لِي بِنِسائِهِم مَن لِي بِضَيعَتِهِم، فَبَعَثَ إِلَيهِ رَجُلَينِ مِن قُرَيشٍ مِن بَنِي عَبدِ شَمسٍ عَبدَ الرَّحمَنِ بنَ سَمُرَةَ وَعَبدَ اللهِ بنَ عامِرِ بنِ كُرَيزٍ فَقالَ: اذهَبا إِلَى هَذا الرَّجُلِ فاعرِضا عَلَيهِ وَقُولَا لَهُ واطلُبا إِلَيهِ، فَأَتَياهُ فَدَخَلَا عَلَيهِ فَتَكَلَّما وَقالَا لَهُ فَطَلَبا إِلَيهِ، فَقالَ لَهُما الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ: إِنّا بَنُو عَبدِ المُطَّلِبِ قَد أَصَبنا مِن هَذا المالِ، وَإِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ قَد عاثَتْ([3]) فِي دِمائِها، قالَا: فَإِنَّهُ يَعرِضُ عَلَيكَ كَذا وَكَذا وَيَطلُبُ إِلَيكَ وَيَسأَلُكَ، قالَ: فَمَن لِي بِهَذا؟ قالَا: نَحنُ لَكَ بِهِ، فَما سَأَلَهُما شَيئًا إِلّا قالَا: نَحنُ لَكَ بِهِ، فَصالَحَهُ، فَقالَ الحَسَنُ: وَلَقَد سَمِعتُ أَبا بَكرَةَ يَقُولُ: رَأَيتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَلَى المِنبَرِ والحَسَنُ ابنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنبِهِ وَهُوَ يُقبِلُ عَلَى النّاسِ مَرَّةً وَعَلَيهِ أُخرَى وَيَقُولُ: «إِنَّ ابنِي هَذا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللهَ أَن يُصلِحَ بِهِ بَينَ فِئَتَينِ عَظِيمَتَينِ مِنَ المُسلِمِينَ».



([1]أي إنْ قُوتِلَتْ بِغَيرِ حِيلةٍ غَلَبَتْ لِكَثرَتِها.

([2]قال ابنُ بطّالٍ «شَرح صحيحِ البُخاريّ» (8/95): “يُريدُ معاويةُ خَيرٌ مِن عَمرِو بنِ العاصِ“.

([3]أي أفسَدَتْ.