إخبارُه عَن مَصِيرِ أُبَيِّ بنِ خَلَفٍ
قَبلَ حُصولِه
452- |
وَقَالَ
أَقْـتُـلُ أُبَـيَّ بْـنَ خَـلَـفْ |
|
خَدَشَـهُ
خَدْشًا يَسِيرًا فَانْحَتَفْ |
(وَ)مِن
مُعجِزاتِه ﷺ أنّه (قَالَ) وهو بِمكّةَ (أَقْتُلُ أُبَيَّ بْنَ خَلَفْ) إن شاء اللهُ فلَمّا كانَ يومُ
أُحُدٍ قَدِمَ فـ(ـخَدَشَهُ) ﷺ في عُنقِه (خَدْشًا يَسِيرًا)
أي خَدْشةً لطيفةً (فَانْحَتَفْ) أي هلَكَ
مِنها أُبيُّ بنُ خَلَفٍ.
وفي الخَبرِ الّذي رواهُ ابنُ إسحاقَ أنّ
أُبَيَّ بنَ خلَفٍ كانَ يلقَى رَسولَ الله ﷺ بمكّةَ فيقولُ:
يا محمَّدُ، إنَّ
عِندِي العَوْذَ فرَسًا أَعلِفُه كلَّ يَومٍ فَرَقًا مِن ذُرَةٍ أقتُلُكَ علَيهِ،
فيقولُ النّبِيُّ ﷺ: «أَنَا أَقْتُلُكَ إِنْ شَاءَ اللهُ»، فلَمّا رجَعَ
إلى قُرَيشٍ يومَ أحُدٍ وقد خَدَشَه ﷺ في عُنُقِه خَدْشًا غيرَ كَبِيرٍ احتَقَنَ
الدَّمُ فقال: قتَلَنِي واللهِ محمَّدٌ، فقالوا له مُستَهزِئِينَ به: ذَهَب واللهِ
فُؤادُكَ، واللهِ إنْ([1])
بِكَ مِن بأسٍ، قال: إنّه قَد كانَ قالَ لي بِمَكّةَ: أنَا أَقتُلُكَ، فوَاللَّهِ
لو بَصَقَ عَلَيَّ لقَتَلَنِي. فماتَ عَدُوُّ اللهِ بِسَرِفٍ([2])
وَهُم قافِلُونَ([3])
بِه إلى مكّةَ.
وفي ذلكَ أنشَدَ
حَسّانُ بنُ ثابِتٍ رضي الله عنه: [الوافِر]
لَقَدْ
وَرِثَ الضَّلَالَةَ عَنْ أَبِيهِ |
¯¯ |
أُبَيٌّ
يَوْمَ بَارَزَهُ الرَّسُـولُ |
أَتَيْـتَ
إلَيْهِ تَحْمِلُ رِمَّ عَظْـمٍ |
¯¯ |
وَتُوْعِدُهُ
وَأَنْـتَ بِـهِ جَـهُـولُ |
وَقَدْ
قَتَلَتْ بَنُو النَّجَّارِ مِنْكُمْ |
¯¯ |
أُمَـيَّـةَ
إِذْ يُـغَـوَّثُ يَا عَقِـيـلُ |
وَتَـبَّ
ابْنَا رَبِيعَـةَ إِذْ أَطَـاعَـا |
¯¯ |
أَبَا
جَـهْـلٍ لَأُمِّهِمَا الْهَـبُـولُ([4]) |
وَأَفْلَـتَ
حَارِثٌ لَمَّا شُـغِـلْنَا |
¯¯ |
بِأَسْــرِ
الْقَوْمِ أُسْــرَتُهُ فَلِيلُ([5]) |
([2])
موضِع على سِتّة أميالٍ مِن مكّة، وقيل: سبعة، وتِسعة، واثنَيْ عشرَ.
يُنظر: مُعجَم البُلدان، ياقوت الحَمْوي، (3/212)، وفي سَرِفٍ الصّرفُ وعدَمُه.