الأربعاء ديسمبر 4, 2024

إخبارُه عَن مَصِيرِ أُبَيِّ بنِ خَلَفٍ قَبلَ حُصولِه

452-        

وَقَالَ أَقْـتُـلُ أُبَـيَّ بْـنَ خَـلَـفْ


 

خَدَشَـهُ خَدْشًا يَسِيرًا فَانْحَتَفْ


 



(وَ)مِن مُعجِزاتِه ﷺ أنّه (قَالَ) وهو بِمكّةَ (أَقْتُلُ أُبَيَّ بْنَ خَلَفْ) إن شاء اللهُ فلَمّا كانَ يومُ أُحُدٍ قَدِمَ فـ(ـخَدَشَهُ) ﷺ في عُنقِه (خَدْشًا يَسِيرًا) أي خَدْشةً لطيفةً (فَانْحَتَفْ) أي هلَكَ مِنها أُبيُّ بنُ خَلَفٍ.

وفي الخَبرِ الّذي رواهُ ابنُ إسحاقَ أنّ أُبَيَّ بنَ خلَفٍ كانَ يلقَى رَسولَ الله ﷺ بمكّةَ فيقولُ:

يا محمَّدُ، إنَّ عِندِي العَوْذَ فرَسًا أَعلِفُه كلَّ يَومٍ فَرَقًا مِن ذُرَةٍ أقتُلُكَ علَيهِ، فيقولُ النّبِيُّ ﷺ: «أَنَا أَقْتُلُكَ إِنْ شَاءَ اللهُ»، فلَمّا رجَعَ إلى قُرَيشٍ يومَ أحُدٍ وقد خَدَشَه ﷺ في عُنُقِه خَدْشًا غيرَ كَبِيرٍ احتَقَنَ الدَّمُ فقال: قتَلَنِي واللهِ محمَّدٌ، فقالوا له مُستَهزِئِينَ به: ذَهَب واللهِ فُؤادُكَ، واللهِ إنْ([1]) بِكَ مِن بأسٍ، قال: إنّه قَد كانَ قالَ لي بِمَكّةَ: أنَا أَقتُلُكَ، فوَاللَّهِ لو بَصَقَ عَلَيَّ لقَتَلَنِي. فماتَ عَدُوُّ اللهِ بِسَرِفٍ([2]) وَهُم قافِلُونَ([3]) بِه إلى مكّةَ.

وفي ذلكَ أنشَدَ حَسّانُ بنُ ثابِتٍ رضي الله عنه: [الوافِر]

لَقَدْ وَرِثَ الضَّلَالَةَ عَنْ أَبِيهِ

¯¯

أُبَيٌّ يَوْمَ بَارَزَهُ الرَّسُـولُ

أَتَيْـتَ إلَيْهِ تَحْمِلُ رِمَّ عَظْـمٍ

¯¯

وَتُوْعِدُهُ وَأَنْـتَ بِـهِ جَـهُـولُ

وَقَدْ قَتَلَتْ بَنُو النَّجَّارِ مِنْكُمْ

¯¯

أُمَـيَّـةَ إِذْ يُـغَـوَّثُ يَا عَقِـيـلُ

وَتَـبَّ ابْنَا رَبِيعَـةَ إِذْ أَطَـاعَـا

¯¯

أَبَا جَـهْـلٍ لَأُمِّهِمَا الْهَـبُـولُ([4])

وَأَفْلَـتَ حَارِثٌ لَمَّا شُـغِـلْنَا

¯¯

بِأَسْــرِ الْقَوْمِ أُسْــرَتُهُ فَلِيلُ([5])



([1])  نافِيةٌ.

([2])  موضِع على سِتّة أميالٍ مِن مكّة، وقيل: سبعة، وتِسعة، واثنَيْ عشرَ. يُنظر: مُعجَم البُلدان، ياقوت الحَمْوي، (3/212)، وفي سَرِفٍ الصّرفُ وعدَمُه.

([3])  أي عائدُونَ.

([4])  بفتح الهَاء وهي الثَّكُول مِن النِّساءِ أي الّتي لا يَبقَى لها ولَدٌ، قاله المَجدُ ابنُ الأثيرِ.

([5])  بمعنَى مَفلولٍ أي مَكسورٍ.