أهل بيت رسول الله ﷺ
خطب رسول الله ﷺ خطبة فقال (أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي). ينبغي للمسلم أن يتعلم عن النبي عليه الصلاة والسلام عن أهل بيته عن أولاده وزوجاته فنقول كان للنبي ﷺ سبعة من الأولاد، أربعة إناث وثلاثة ذكور، أما الولد الأول فكان القاسم وهو ذكر ولد للنبي ﷺ قبل النبوة وبه كان يكنى عليه الصلاة والسلام فيقال هو أبو القاسم إلا أنه لم يعش طويلا، وبعد القاسم ولد للنبي ﷺ زينب وزينب ولد لها ولدان ولد لها علي إلا أنه مات صغيرا وولد لها أيضا أمامة وأمامة هي التي كان يحملها النبي ﷺ في صلاته وأمامة تزوجها الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه بعد وفاة السيدة فاطمة، وبعد ذلك ولد للنبي ﷺ رقية وفاطمة وأم كلثوم، أما رقية فتزوجها عثمان بن عفان وولدت عبد الله ثم تزوج عثمان بن عفان بعد ممات رقية أم كلثوم ولهذا كان يلقب بذي النورين وكان النبي ﷺ أخبره أنه لو كان عنده ثالثة لزوجه إياها، وأما فاطمة رضي الله عنها فتزوجها الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وولدت له الحسن والحسين ومحسنا وولدت له زينب وأم كلثوم إلا أن محسنا لم يعش طويلا، وبعد البعثة ولد للنبي ﷺ عبد الله ويلقب أيضا بالطيب ويلقب بالطاهر، وولد للنبي ﷺ في المدينة إبراهيم. وكل أولاد الرسول ﷺ من خديجة إلا إبراهيم فإنه من أمته مارية القبطية، وولد إبراهيم في السنة الثامنة من الهجرة، وكان النبي ﷺ أسماه أي هو سماه وحلق شعره في يوم سابعه ووزنه وتصدق بزنته فضة، والنبي عليه الصلاة والسلام عق عنه أي ذبح العقيقة كبشا، والنبي عليه الصلاة والسلام بكى على وفاة إبراهيم فإن إبراهيم مات في السنة العاشرة من الهجرة والنبي عليه الصلاة والسلام مكث في المدينة المنورة عشر سنين فمات إبراهيم وهو صغير. وبهذا تكون قد تمت عدة أولاد النبي ﷺ سبعة، ثلاثة من الذكور القاسم وعبد الله وإبراهيم، وأربعة من الإناث زينب ورقية وفاطمة وأم كلثوم. أما زوجات النبي ﷺ فكانت الأولى خديجة، خديجة بنت خويلد، تزوجها النبي ﷺ قبل البعثة أي قبل أن ينبأ وكان عليه الصلاة والسلام ابن خمس وعشرين وكانت هي بنت أربعين وكانت امرأة حكيمة ذكية فطنة وكانت غنية تتاجر بمالها وقد تاجر بمالها رسول الله ﷺ يوما فربح ربحا عظيما وكانت أرسلت مع النبي عليه الصلاة والسلام غلاما لها يقال له ميسرة ورأى منه العجائب الطيبة، فلما أخبر خديجة عما رأى تزوجها النبي ﷺ وخديجة آمنت بالنبي ﷺ وهي أول من آمن به، نصره وأيدته وحمته وفدته، خديجة بنت خويلد لم يتزوج عليها رسول الله ﷺ امرأة أخرى حتى ماتت، عاش معها مدة طويلة وكانت امرأة مباركة أدركت نبوة النبي عليه الصلاة والسلام بل وأدركت اليوم الذي نزل الوحي على النبي عليه الصلاة والسلام فيه، فإن النبي عليه الصلاة والسلام لما نزل من غار حراء بعد لقائه الأول بجبريل عليه السلام دخل بيت خديجة وكانت خديجة نعم العون لرسول الله ﷺ. توفيت السيدة خديجة الطيبة المطيبة قبل الهجرة بثلاث سنوات تقريبا والنبي عليه الصلاة والسلام كان يحبها حبا عظيما فكان يقول (إني رزقت حبها). وقالت السيدة عائشة أيضا (ذكر النبي ﷺ محاسن خديجة ذات يوم، فغارت السيدة عائشة فقالت للنبي عليه الصلاة والسلام (لقد أبدلك الله خيرا منها) فقال النبي عليه الصلاة والسلام (لا والله ما أبدلني الله خيرا منها، لقد صدقتني حين كذبني الناس، وآمنت بي حين كفر بي الناس وأعطتني المال حين حرمني الناس). خديجة بنت خويلد تلك التي قالت السيدة عائشة فيه (يا رسول الله كأنه لم يكن امرأة إلا خديجة) وتقول السيدة عائشة إن النبي عليه الصلاة والسلام كان ليذبح الشاة ويقطعها وكان يرسل بها إلى صدائق خديجة برا بخديجة. وبعد وفاة خديجة تزوج رسول الله ﷺ سودة بنت زمعة، وسودة هي التي كانت كبرت في السن في آخر حياة رسول الله ﷺ فوهبت نوبتها أي دورها للسيدة عائشة لأنها كانت تعلم حب النبي ﷺ لعائشة، وأخبرت النبي ﷺ أنها تريد أن تبقى في عداد زوجات النبي ﷺ لتكون زوجته في الجنة وتزوج بعد سودة السيدة المطيبة المباركة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعنه وأرضاهما، والسيدة عائشة كانت حبيبة رسول الله ﷺ وهي أفضل النساء بعد مريم وفاطمة وخديجة وآسية فهي الخامسة في الترتيب، فأفضل النساء على الإطلاق السيدة مريم ويليها بنت رسول الله ﷺ فاطمة الزهراء وبعد ذلك خديجة بنت خويلد وبعد ذلك آسية بنت مزاحم امرأة فرعون والخامسة السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها، وكان النبي صلى الله قد توفي في يومها، توفي بين سحرها ونحرها كان النبي ﷺ قد وضع رأسه عندها واجتمع ريقه وريقها فالنبي عليه الصلاة والسلام لما كان في مرض وفاته يشتد به الوجع دخل عبد الرحمٰن أخوها ومعه سواك فرأى النبي ﷺ السواك فنظرت السيدة عائشة إلى النبي فقالت (تريده يا رسول الله؟) فأشار برأسه أن نعم، فأعطته السواك فاشتد عليه أي كان صلبا فقالت (ألينه لك يا رسول الله) فأشار برأسه أن نعم وهو وجع عليه الصلاة والسلام فلينت السواك بفمها ثم أعطته السواك فاجتمع ريقها وريقه عليه الصلاة والسلام فكان هذا من بركتها رضي الله عنها. وبعد عائشة تزوج النبي ﷺ حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وأرضاهما، والنبي ﷺ طلق حفصة ذات يوم فجاءه جبريل، يقول جبريل (يا محمد إن الله يأمرك أن ترد حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة). وبعد حفصة تزوج النبي ﷺ زينب بنت الحارث. وتزوج بعد ذلك أم سلمة. وتزوج بعد ذلك زينب بنت جحش، وهنا وقفة، زينب بنت جحش هي التي كان يقول النبي ﷺ (أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا) وكانت زينب بنت جحش قصيرة اليدين فكن نساء النبي ﷺ يقسن أيديهن وكانت السيدة زينب بنت جحش أسرع لحوقا بالنبي ﷺ من باقي زوجاته فعلم نساء رسول الله ﷺ أن الرسول عليه الصلاة والسلام أراد بقوله أطولكن يدا أي أكثركن صدقة فإن طول اليد هنا يراد منه كثرة الصدقة ولقد كانت رضي الله عنها وأرضاها كثيرة الصدقة. ويحكي كثير من المشوشين عن حبيبنا وقائدنا رسول الله ﷺ ما يدفعنا للدفاع عنه فيدعون أن النبي عليه الصلاة والسلام كان قد أعجبته زينب بنت جحش فطلب من زوجها زيد أن يطلقها رسول الله ﷺ ليتزوجها وحاشا ثم حاشا وحاشا لرسول الله ﷺ أن يصدر منه هذا الأمر، وفي حقيقة الأمر زينب بنت جحش قريبة النبي ﷺ فيعرفها رسول الله ﷺ منذ الصغر، لكن كان من قصة زينب أن النبي عليه الصلاة والسلام هو زوجها من زيد وزيد كان قد تبناه رسول الله ﷺ قبل أن ينزل حكم تحريم التبني، وكانت السيدة زينب بنت جحش تأتي رسول الله ﷺ وتشكو إليه ما يكون بينها وبين زيد، يعني ما يكون بين الرجل وامرأته من الخصام فقال النبي عليه الصلاة والسلام لزيد (أمسك عليك زوجك) كما في القرءان الكريم وزيد هو الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرءان نصا، قال الله تعالى {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} زيد كان يدعى زيد بن محمد، يقول الله تعالى {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم} نزل القرءان بعد ذلك بتحريم التبني، {فلما قضى زيد منها وطرا} معناه طلق زيد زينب بنت جحش هو طلقها لم يأمره رسول الله ﷺ بطلاقها أو يتطليقها، قال الله تعالى {زوجناكها} تزوجها رسول الله ﷺ بخصوصية من غير عقد من غير ولي من غير شهود، كتب في اللوح المحفوظ كتابة خاصة بزينب إذا جاء هذا الوقت صارت زينب بنت جحش زوجة لمحمد بن عبد الله، فلما جاء هذا الوقت صارت زينب بنت جحش زوجة للنبي ﷺ وهذا معنى قول السيدة زينب لنساء الرسول ﷺ (زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات) فلا تريد رضي الله عنها وأرضاها أن الله تعالى يسكن فوق السماوات إنما أرادت أن زواجها برسول الله ﷺ مسجل في اللوح المحفوظ كتابة خاصة. وتزوج رسول الله ﷺ بعد زينب بنت جحش جويرية بنت الحارث. وتزوج بعدها ريحانة بنت زيد. وتزوج بعدها أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان. وتزوج بعد ذلك رسول الله ﷺ ميمونة. وهكذا علمنا النبي ﷺ أن نحب أهل بيته وأن نحب زوجاته وأن نحب أولاده فزوجاته أمهات المؤمنين من حيث التعظيم ومن حيث التوقير ومن حيث الاحترام، وقد خص الله تعالى زوجات الرسول ﷺ بأحكام خاصة منها أن الله تعالى فرض عليهن وجوب تغطية الوجه ولم يفرض ذلك على نساء الأمة لخصوصية النبي ﷺ. نسأل الله تبارك وتعالى أن يجمعنا بحبيبنا ونبينا وقائدنا وشفيعنا بإذن الله غدا محمد عليه الصلاة والسلام مع زوجاته وأهل بيته وأحبابه وصحبته إنه على ما نسأله قدير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.