أقوال علماء الأمة من الصحابة ومن بعدهم على إثبات المني للمرأة
1- قال الإمام محمد بن ادريس الشافعي المتوفى سنة 204 للهجرة في كتاب «الأم» ما نصه[(774)]: «متى خرج المني من ذكر الرجل أو رأت المرأة الماء الدافق فقد وجب الغسل» انتهى.
2- قال الإمام الفقيه أبو اسحاق الفيروزابادي الشيرازي الشافعي في كتاب «التنبيه» ما نصه[(775)]: «يجب الغسل على المرأة من خروج المني» انتهى.
3- قال الإمام المفسر محمد بن جرير الطبري في تفسيره للآية الثانية من سورة الإنسان ما نصه: «وَقَوْلُهُ: {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ} . يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّا خَلَقْنَا ذُرِّيَّةَ آدَمَ مِنْ نُطْفَةٍ، يَعْنِي: مِنْ مَاءِ الرَّجُلِ وَمَاءِ الْمَرْأَةِ» ثم قال: «حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ الأَسْوَدِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ الْوَلَدَ مِنْ مَاءِ الرَّجُلِ وَمَاءِ الْمَرْأَةِ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} » ثم قال: «حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمَِّي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ} الأَمْشَاجُ خَلْقٌ مِنْ أَلْوَانِ، خَلْقٌ مِنْ تُرَابٍ، ثُمَّ مِنْ مَاءِ الْفَرْجِ وَالرَّحِمِ، وَهِيَ النُّطْفَةُ، ثُمَّ عَلَقَةٍ، ثُمَّ مُضْغَةٍ، ثُمَّ عَظْمٍ، ثُمَّ مِنْ لَحْمٍ، ثُمَّ أَنْشَأَهُ خَلْقًا آخَرَ، فَهُوَ ذَلِكَ».انتهى
4- قال الإمام علي بن محمد بن حبيب الماوردي الشافعي في كتابه النكت والعيون ما نصه: «في النطفة قولان:
أحدهما: ماء الرجل وماء المرأة إذا اختلطا فهما نطفة، قاله السدي.
الثاني: أن النطفة ماء الرجل، فإذا اختلط في الرحم وماء المرأة صارا أمشاجًا».انتهى
5- قال الإمام المفسر محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري القرطبي في تفسيره للآية «ألم يك نطفة من مني يمنى» ما نصه: «من المني. (الزَّوْجَيْنِ الذَّكَر وَالأُْنْثى) أي الرجل والمرأة».
وقال في تفسير الآية الثانية من سورة الإنسان ما نصه: «وعن ابن عباس أيضا قال: يختلط ماء الرجل وهو أبيض غليظ بماء المرأة وهو أصفر رقيق فيخلق منهما الولد، فما كان من عصب وعظم وقوة فهو من ماء الرجل، وما كان من لحم ودم وشعر فهو من ماء المرأة. وقد روى هذا مرفوعا، ذكره البزار. وروى عن ابن مسعود: أمشاجها عروق المضغة. وعنه: ماء الرجل وماء المرأة وهما لونان. وقال مجاهد: نطفة الرجل بيضاء وحمراء ونطفة المرأة خضراء وصفراء. وقال ابن عباس: خلق من ألوان، خلق من تراب، ثم من ماء الفرج والرحم، وهي نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظم ثم لحم. ونحوه قال قتادة: هي أطوار الخلق: طور وطور علقة وطور مضغة عظام ثم يكسو العظام لحما، كما قال في سورة» المؤمنون» {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ طِينٍ *} الآية. وقال ابن السكيت: الأمشاج الأخلاط، لأنها ممتزجة من أنواع فخلق الإنسان منها ذا طبائع مختلفة. وقال أهل المعاني: الأمشاج ما جمع وهو في معنى الواحد، لأنه نعت للنطفة، كما يقال: برمة أعشار وثوب أخلاق. وروي عن أبي أيوب الأنصاري: قال جاء حبر من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني عن ماء الرجل وماء المرأة؟ فقال: [ماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق فإذا علا ماء المرأة أنثت وإذا علا ماء الرجل أذكرت] فقال الحبر: أشهد ألاّ إلـه إلا الله وأنك رسول الله. وقد مضى هذا القول مستوفى في سورة» البقرة». (نَبْتَلِيهِ) أي نختبره. وقيل: نقدر فيه الابتلاء وهو الاختبار».انتهى
وممن قال من العلماء أن للمرأة منيا، كثير جدا نذكر بعضهم بإذن الله:
1- الإمام صفي الدين أحمد بن عمر بن محمد المذحجي السيفي المرادي المشهور بالمزجر اليمني في كتاب «العباب المحيط بمعظم نصوص الشافعي والأصحاب»[(776)].
2- الإمام الفقيه أبو العباس نجم الدين أحمد بن محمد بن الرفعة الشافعي في كتاب «كفاية النبيه في شرح التنبيه»[(777)].
3- الإمام زكريا الأنصاري الشافعي في كتاب «حاشية الجمل على شرح المنهاج»[(778)].
4- الإمام جمال الدين عبد الرحيم الأسنوي الشافعي كتاب «المهمات»[(779)].
5- الإمام أبو المحاسن عبد الواحد إسماعيل الروياني الشافعي في كتاب «بحر المذهب»[(780)].
6- الإمام عبد الرحمـن الشربيني الشافعي في كتاب «الغرر البهية»[(781)].
7- الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي القزويني الشافعي في كتاب «العزيز شرح الوجيز المعروف بالشرح الكبير»[(782)].
8- الإمام عبد الحميد الشرواني الشافعي والإمام أحمد بن قاسم العبادي وشهاب الدين ابن حجر الهيتمي في كتاب «حواشي الشرواني وابن قاسم العبادي»[(783)]. 9- الإمام سليمان بن محمد بن أحمد الأنصاري الشافعي في كتاب «حاشية البجيرمي على شرح منهج الطلاب»[(784)].
10- الإمام يحيى أبو زكريا بن شرف النووي في كتاب «المجموع»[(785)].
11- الإمام برهان الدين علي بن أبي بكر المرغيناني الحنفي في كتاب «فتح القدير»[(786)].
12- الإمام كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيواسي ثم السكندري المعروف بابن الهمام الحنفي في كتاب «شرح فتح القدير»[(787)].
13- الإمام أكمل الدين محمد بن محمد بن محمود البابرتي الحنفي في كتاب «العناية شرح الهداية»[(788)].
14- الإمام المجتهد العالم الحافظ النجم في علم الحديث مالك بن انس رضي الله عنه في كتاب «المدونة الكبرى»[(789)].
15- الشيخ محمد عليش المالكي في كتاب «منح الجليل شرح مختصر سيدي خليل»[(790)].
16- الإمام أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمـن المغربي المعروف بالحطاب الرعيني المالكي في كتاب «مواهب الجليل لشرح مختصر خليل»[(791)].
17- الإمام علاء الدين أبو الحسن علي بن سليمان المرداوي الحنبلي في كتاب «الإنصاف»[(792)].
18- موفق الدين بن قدامة الحنبلي في كتاب «المغني»[(793)].
وها قد رأيت بأم عينك أيها القارئ المتأني المنصف نقل علماء المذاهب الأربعة ونقل علماء الأمة من الصحابة إلى يومنا هذا وكلهم يؤكدون ويثبتون أن الجنين إنما يُخلق من مني الرجل والمرأة، وبين أيدينا الآن مما يثبت هذه المسألة ويثبت أن المرأة لها مني، أكثر من أربعمائة مصدر ومرجع من كتب كل أصناف علماء الأمة، فلا تلتفت لما خالف ذلك.
وبعد ذكر الأدلة القرءانية والحديثية وإجماع الأمة الإسلامية ونصوص علماء المسلمين من مفسرين ومحدثين وفقهاء وغيرهم كثير ثبت بما لا شك فيه ولا ريب أن المرأة لها مني وأن الولد يخلق من مني الرجل والمرأة فلا يجوز الالتفات إلى قول بعض الأطباء الذين لا يعرفون الحلال من الحرام ولا الحق من الباطل وينكرون أن يكون للمرأة مني ويقولون بويضة، فما معنى البويضة بزعمكم؟ وأين دليلكم من القرءان أو السنة الثابتة أو إجماع الأمة على عدم وجود المني عند المرأة؟ فنحن معنا مصادر التشريع والأدلة الدينية والعقلية القاطعة واليقينية، وأنتم ليس معكم إلا تقليد أوهام الأطباء الكفار لا الحقائق اليقينية.
ـ[774] التنبيه (ص/19).
ـ[775] العباب المحيط بمعظم نصوص الشافعي والأصحاب (1/51).
ـ[776] كفاية النبيه في شرح التنبيه (1/473).
ـ[777] حاشية الجمل على شرح المنهاج (1/242).
ـ[778] المهمات (2/234).
ـ[779] بحر المذهب (1/189).
ـ[780] الغرر البهية (1/362).
ـ[781] العزيز شرح الوجيز المعروف بالشرح الكبير (1/181).
ـ[782] حواشي الشرواني وابن قاسم العبادي (1/429).
ـ[783] حاشية البجيرمي على شرح منهج الطلاب (المجلد الأول ص123).
ـ[784] المجموع (2/375).
ـ[785] فتح القدير (في كتاب الطهارات).
ـ[786] شرح فتح القدير (1/64).
ـ[787] العناية شرح الهداية» الجزء الأول ص48 – 49).
ـ[788] المدونة الكبرى (1/31).
ـ[789] منح الجليل شرح مختصر سيدي خليل (1/119).
ـ[790] مواهب الجليل لشرح مختصر خليل (1/445).
ـ[791] الإنصاف (1/341).
ـ[792] المغني (المجلد الأول ص235).
ـ[793] التفسير الكبير (في الجزء الثاني من المجلد الأول ص139).