الخميس نوفمبر 21, 2024

نصوص أئمّة المالكية في التوسل والتبرك والاستغاثة والمدد

الإمام أبو عبد الله مالك بن أنس الأصبحي الحميري المدني (ت 179 هـ) صاحب المذهب

قصه الخليفة المنصور مع الإمام مالك رضي الله عنه وهى أن مالكا رضي الله عنه لما سأله أبو جعفر المنصور العباسي ثاني خلفاء بن العباس يا أبا عبد الله أأستقبل رسول الله صلى الله عليه سلم أم أستقبل القبلة وأدعو؟ فقال الإمام مالك ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله عز وجل يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفع فيك وهذه القصة صحيحة لا غبار عليها وأن الإمام مالك يري الخير في استقبال النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء والاستشفاع به وأنه هو الوسيلة صلى الله عليه وسلم كما أن القصة تشير إلى حديث توسل سيدنا آدم عليه السلام بسيدنا محمد والذي سنورده فيما بعد، وقد أخرج هذه القصة ورواها أبو الحسن على بن فهر في كتابه فضائل مالك ورواها القاضي عياض في الشفا (2-41) بسنده الصحيح عن شيوخ عده من ثقات مشايخه وقال الخفاجي في شرحه (3 – 398) ولله دره حيث أوردها بسند صحيح وذكر أنه تلقاها عن عدة من ثقات مشايخه وذكرها القسطلاني في المواهب (4 – 580) وقال الزرقاني شارح المواهب في شرحه (8 – 304) بعد ذكر من أنكرها فقال وهذا تهور عجيب فإن الحكاية رواها أبو الحسن على بن فهر في كتابه فضائل مالك بإسناد حسن وأخرجها القاضي عياض في الشفاء من طريقه عن عده من ثقات مشائخه فمن أين أنها كذب؟ وليس في إسنادها وضاع ولا كذاب ونقلها السمهودي في وفاء الوفا ج 2 ص 422 عن القاضي عياض وقال ابن حجر في الجوهر المنظم قد روي هذا بسند صحيح وفي المدخل لأبي عبد الله محمد العبدري الفاسي المالكي الشهير بابن الحاج 1 – 248، 252 والفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني 2 – 466 وشرح أبي الحسن على رسالة القيرواني يعني كفاية الطالب الرباني على رسالة إبن أبي زيد القيرواني 2 – 478 ونقلها الإمام السبكي في شفاء السقام، ص154 وابن جزي الأصولي في القوانين الفقهية 148.

الحافظ ابن عبد البر المالكي (ت 463 هـ) له أقوال كثيرة مذكورة في كتبه ومنها قال ابن عبد البر (وفي هذا الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء والصالحين ومقاماتهم ومساكنهم، وإلى هذا قصد عبد الله بن عمر بحديثه هذا، والله أعلم (التمهيد 13 – 66 – 67) وذكر حديث مالك الدار في الإستيعاب (2 – 464).

ابن خويز منداد توفي في أواخر المائة الرابعة ذكره القرطبي في التفسير (10 – 36) في تفسير قوله تعالى (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) قال ابن خويز منداد (واستدل أيضا من جوز ذلك بأن أيمان المسلمين جرت منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا أن يحلفوا بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى أن أهل المدينة إلى يومنا هذا إذا حاكم أحدهم صاحبه قال احلف لي بحق ما حواه هذا القبر وبحق ساكن هذا القبر يعني النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك بالحرم والمشاعر العظام والركن والمقام والمحراب وما يتلى فيه).

القاضي عياض (ت 544 هـ) في كتابه الشهير الشفا في الكثير من المواضع وروى قصة الإمام مالك واستقبال القبر وغيرها الكثير مثل القاضي ناقلا عن العلماء في الشفا بتعرف حقوق المصطفي (مما لم يزل من شأن من حج المرور بالمدينة والقصد إلى الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم و التبرك برؤية روضته ومنبره وقبره ومجلسه وملامس يديه ومواطئ قدميه والعمود الذي كان يستند إليه وينزل جبريل بالوحي فيه عليه، وبمن عمره و قصده من الصحابة وأئمة المسلمين، والاعتبار بذلك كله) الشفا 319 وما جاء في شعر القاضي عياض المذكور في كتب التراجم وكتبه نذكر منها:

يا دار خير المرسلين ومن به *** هدي الأنام وخص بالآيات
عندي لأجلك لوعة وصبابة *** وتشوق متوقد الجمرات
وعلي عهد إن ملأت محاجري *** من تلكم الجدرات والعرصات
لأعفرن مصون شيبي بينها *** من كثرة التقبيل والرشفات
لولا العوادي والأعادي زرتها *** أبدًا ولو سحبا على الوجنات
لكن سأهدي من حفيل تحيتي *** لقطين تلك الدار والحجرات
أزكى من المسك المفتق نفحة *** تغشاه بالآصال والبكرات
وتخصه بزواكي الصلوات مع *** ونوامي التسليم والبركات

وفي الشفا فصل ومن إعظامه وإكباره إعظام جميع أسبابه ختام الباب الثالث من القسم الثاني.
وهذا من شعره فى الأشواق نظمه واصفًا فيها شوقه وحنينه لزيارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وقال القاضي عياض:

أنا فقير إلى عفو ومغفـرة *** وأنت أهـل الرضى يا سيد الأمم
فقد آتيتك أرجو منك مكرمة *** وأنت أدرى بما في القلب من ألم

وقال

هذا الذي هتفت من قبل مولده *** به الهواتف واشتاقت له المقل

وقال
وقد سعيت إلى أبواب حجرتكم *** سعيا على الرأس لا سعيا على القدم

وقال

بجاهه سال نوح في سفينته *** سفن النجاة وموج البحر قد غمره

راجع شعر التوسل عند القاضي عياض.

الحافظ عبد الحق الإشبيلي (ت 582 هـ) في كتاب العاقبة في ذكر الموت ص219 يقول (ويستحب لك رحمك الله أن تقصد بميتك قبور الصالحين ومدافن أهل الخير فتدفنه معهم وتنزله بإزائهم وتسكنه في جوارهم تبركا بهم وتوسلا إلى الله تعالى بقربهم وأن تجتنب به قبور من سواهم ممن يخاف التأذي بمجاورته والتألم بمشاهدته فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الميت يتأذى بالجار السوء كما يتأذى به الحي).

الإمام أبو عبد الله محمد بن موسى المراكشي المالكي نص على جواز الإستغاثة والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم (ت 683 هـ)، وصنف في هذا كتابه مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام عليه السلام في اليقظة والمنام، ترجم له العلامة الصفدي في الوافي بالوفيات (5 – 60) فقال (محمد بن موسى بن النعمان الشيخ أبو عبد الله المزالي التلمساني وكان فقيهاً مالكياً زاهداً عابداً عارفاً وله تصانيف منها كتاب مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام في اليقظة والمنام) فقد قال حدثنا أبو هشام قال سمعت عمي كثير بن محمد بن كثير بن رفاعة قال جاء رجل إلى عبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبجر، فجس بطنه، فقال بك داء ﻻ يبرأ، قال ما هو؟ قال الدُّبيلة (1)، فتحول الرجل فقال (الله الله ربي ﻻ أشرك به شيئا، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك وربي أن يرحمني مما بي، رحمةً يغنيني بها عن رحمة من سواه) (ثلاث مرات) ثم عاد إلى أبجر فجس بطنه فقال قد برئت، ما بك علة. انتهى
وهذه الحادثة من مصباح الظلام في المستغيثين بخير اﻷنام عليه الصلاة والسلام في اليقظة والمنام ﻷبي عبد الله محمد بن موسى بن النعمان الموالي المراكشي المالكي الأشعري الصوفي المتوفى 683 هجرية رحمه الله.

ابن جبير المالكي (ت 614 هـ) بحرمة الكريم وبلد الكريم رحلة ابن جبير (1 – 98).
أبو عبد الله القضاعي المالكي المعروف بابن الأبار (ت 658 هـ) (توسلوا به إلى الله) التكملة لكتاب الصلة (2 – 281).

الإمام القرطبي المفسّر (ت 671 هـ) في كتابه التذكرة ص 254 (نجانا الله من أهوال هذا اليوم بحق محمد نبي الرحمة وصحبه الكرام البررة وجعلنا ممن حشر في زمرتهم ولا خالف بنا على طريقهم ومذهبهم بمنه وكرمه آمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله و صحبه و سلم) وانظر كذلك صفحات 297 –629.
ويقول في تفسيره المشهور وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وددت أنا لو رأينا إخواننا) الحديث فجعلنا إخوانه إن اتقينا الله واقتضينا آثاره حشرنا الله في زمرته ولا حاد بنا عن طريقته وملته بحق وفي نسخة بجاه محمد وآله) 8 – 240، وله الكثير من الكلام في الموضوع فلتراجع وقال في تفسيره ج 10 ص 47 معقبا على رواية البخاري ومسلم أمره صلى الله عليه وسلم أن يستقوا من بئر الناقة دليل على التبرك بآثار الأنبياء والصالحين وإن تقادمت أعصارهم وخفيت آثارهم، كما أن في الأول دليلا على بعض أهل الفساد وذم ديارهم وآثارهم.

الأصولي الفقيه القرافي المالكي (ت 682 هـ) ذكر قصة العتبي المشهورة وأقرها في الذخيرة (3/375-376).

ابن عطاء الله السكندري المالكي (ت 709 هـ) (بجاه محمد) لطائف المنن 11,12 وكتبه تطفح بالتوسل وله مناظرة مع ابن تيمية الحراني.

الإمام الصوفي الكبير ابن أبى جمرة المالكي المتوفى سنة 699 هـ ذكر زيارة الأنبياء ثم التوسل إلى الله تعالى بهم فى قضاء مآربه ومغفرة ذنوبه مختصر البخارى وشرحه يطفح بالأقوال في التوسل وغيرها وقال في شرحه على صحيح البخاري (قال لي مَن لقيتُ مِن العارفين! عمَّن لقيه من السادة المُقَرِّ لهم بالفضل أنَّ صحيح البخاري ما قُرئ في شدَّةٍ إلا فُرجت، ولا رُكب به في مركبٍ إلا نجت، ذكرها الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح ص14 ولم يتعقبها بشيء وراجع بهجة النفوس للحافظ أبى محمد عبد الله بن أبى جمرة فيه الكثير من الأقوال الطيبة المباركة.

الإمام الفاكهاني المتوفى سنة 734 (وزيارة نعل النبي صلى الله عليه وسلم وتوسله بالنعل الشريف يقول الإمام ابن فرحون المالكي عن الإمام الفاكهاني في كتاب الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب ص 184 قال عن الشيخ الفاكهاني (وأخبرني جمال الدين عبد الله بن محمد بن علي بن أحمد بن حديدة الأنصاري المحدث أحد الصوفية بخانقاه سعيد السعداء في سنة ثمان وسبعين وسبعمائة قال رحلنا مع شيخنا تاج الدين الفاكهاني إلى دمشق فقصد زيارة نعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بدار الحديث الأشرفية بدمشق وكنت معه فلما رأى النعل المكرمة حسر عن رأسه وجعل يقبله ويمرغ وجهه عليه ودموعه تسيل وأنشد فلو قيل للمجنون ليلى ووصلها تريد أم الدنيا وما في طواياها؟ لقال غبار من تراب نعالـهـا أحب إلى نفسي وأشفى لبلواها.

محمد بن محمد العبدري المالكي الشهير بابن الحاج (توفى737 هـ) وقال العلامة ابن الحاج المالكي (وَأَمَّا عَظِيمُ جَنَابِ الْأَنْبِيَاءِ، وَالرُّسُلِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أجْمَعِينَ فَيَأْتِي إلَيْهِمْ الزَّائِرُ وَيَتَعَيَّنُ عَلَيْهِ قَصْدُهُمْ مِنْ الْأَمَاكِنِ الْبَعِيدَةِ، فَإِذَا جَاءَ إلَيْهِمْ فَلْيَتَّصِفْ بِالذُّلِّ، وَالِانْكِسَارِ، وَالْمَسْكَنَةِ، وَالْفَقْرِ، وَالْفَاقَةِ، وَالْحَاجَةِ، وَالِاضْطِرَارِ، وَالْخُضُوعِ وَيُحْضِرْ قَلْبَهُ وَخَاطِرَهُ إلَيْهِمْ، وَإِلَى مُشَاهَدَتِهِمْ بِعَيْنِ قَلْبِهِ لَا بِعَيْنِ بَصَرِهِ لِأَنَّهُمْ لَا يَبْلَوْنَ وَلَا يَتَغَيَّرُونَ، ثُمَّ يُثْنِي عَلَى اللَّهِ تَعَالَى بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَيْهِمْ وَيَتَرَضَّى عَنْ أَصْحَابِهِمْ، ثُمَّ يَتَرَحَّمُ عَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ، ثُمَّ يَتَوَسَّلُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى بِهِمْ فِي قَضَاءِ مَآرِبِهِ وَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ وَيَسْتَغِيثُ بِهِمْ وَيَطْلُبُ حَوَائِجَهُ مِنْهُمْ وَيَجْزِمُ بِالْإِجَابَةِ بِبَرَكَتِهِمْ وَيُقَوِّي حُسْنَ ظَنِّهِ فِي ذَلِكَ فَإِنَّهُمْ بَابُ اللَّهِ الْمَفْتُوحِ، وَجَرَتْ سُنَّتُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي قَضَاءِ الْحَوَائِجِ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَبِسَبَبِهِمْ، وَمَنْ عَجَزَ عَنْ الْوُصُولِ إلَيْهِمْ فَلْيُرْسِلْ بِالسَّلَامِ عَلَيْهِمْ، وَذِكْرِ مَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ مِنْ حَوَائِجِهِ وَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ وَسَتْرِ عُيُوبِهِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ، فَإِنَّهُمْ السَّادَةُ الْكِرَامُ، وَالْكِرَامُ لَا يَرُدُّونَ مَنْ سَأَلَهُمْ وَلَا مَنْ تَوَسَّلَ بِهِمْ، وَلَا مَنْ قَصَدَهُمْ وَلَا مَنْ لَجَأَ إلَيْهِمْ هَذَا الْكَلَامُ فِي زِيَارَةِ الْأَنْبِيَاءِ، وَالْمُرْسَلِينَ عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عُمُومًا) المدخل في فصل زيارة القبور 1 – 257

الأصولي الفقيه ابن جزي الكلبي المالكي ت 757 هـ قال في القوانين الفقهية (ينبغي لمن حج أن يقصد المدينة فيدخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي فيه ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ضجيعيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ويتشفع به إلى الله ويصلي بين القبر والمنبر ويودع النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من المدينة).

البلوي المالكي (ت بعد 767هـ) في تاج المفرق في تحلية علماء المشرق ص 143 (وأسأل الله العلي الكبير، بجاه سيدنا ومولانا محمد رسوله البشير النذير، أن يجعله حجا مبرورا سعيا مباركا مشكورا وعملا صالحا متقبلا مذخورا).

ويقول ابن خلدون (ت 808 هـ) في تاريخه (6 – 43) نسأله سبحانه وتعالى من فيض فضله العميم ونتوسل إليه بجاه نبيه الكريم أن يرزقنا إيمانا دائما وقلبا خاشعا وعلما نافعا.

ابن الخطيب المالكي أبو العباس أحمد بن حسن بن علي بن حسن بن علي بن ميمون بن قنفذ القسنطيني الشهير بابن الخطيب وبابن قنفذ (ت 810 هـ) ومن توسل إليه بمحمد نجاه ونفعه وسيلة الإسلام (1 – 31).

أبو الطيب المكي الفاسي المالكي (ت 832 هـ) في ذيل التقييد (1 – 69) ونسأل الله أن يسعفه بمطلوبه بمحمد سيد المرسلين وءاله وصحبة الصفوة الأكرمين.

وجاء في ترجمة محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل أبو عبد الإله المغربي الأندلسي ثم القاهري المالكي ويعرف بالراعي (ت 853 هـ) أنه قال قبل موته:

فمالي إلا الله أرجوه دائماً *** ولا سيما عند اقتراب منيتي
فسأل ربي في وفاتي مؤمناً *** بجاه رسول الله خير البرية

انظر الضوء اللامع 4- 399.

وجاء في ترجمة محمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشمس بن الشمس المسوفي الأصل المدني المالكي (ت 885 هـ) أنه أنشد بحضرة السخاوي قصيدة مطلعها:

بجاه النبي المصطفى أتوسل *** إلى الله فيما أبتغي وأؤمل
وأقصد باب الهاشمي محمد *** وفي كل حاجاتي عليه أعول
حللت حمى من لا يضام نزيله *** فعنه مدى ما دمت لا أتحول
أقول حبيبي يا محمد سيدي *** ملاذي عياذي من به أتوسل
عسى نفحة يا سيد الخلق أهتدي *** بها من ضلالي إنني متعطل

انظر الضوء اللامع ( 4- 338).

الشيخ الفقيه أحمد زروق المالكي (ت 899 هـ) له رد على ابن تيمية في موضوع التوسل وهو مذكور في مقدمة شرحه على حزب البحر نقلا عن شواهد الحق ص 452.

أبو الحسن المالكي (ت 939 هـ) يقول بمحمد وآله وصحبه كفاية الطالب (2 – 678).

الفقيه ابن عاشر المالكي (ت 1040 هـ) يقول بجاه سيد الأنام في كتاب المرشد المعين على الضروري من علوم الدين (2 – 300) فقد قال عبد الواحد بن أحمد بن علي بن عاشر الأنصاري المعروف بابن عاشر المالكي رحمه الله:

وسـر لقـبر المصـطـفى بـأدب *** ونية تجـب لكـل مطلب
وسـلـم عليـه ثـم زد للصـديـق *** ثـم إلى عمر نلت التوفيق
واعـلم بـان ذا المـقـام يستحـب *** فيه الدعا فلا تمل من طلب
وسـل شـفاعـة وخـتـما حسـنا *** وعجل الأوبة إذ نلت المنى

إبراهيم اللقاني المالكي صاحب جوهرة التوحيد (ت1041 هـ) قال ليس للشدائد مثل التوسل به صلى الله عليه وسلم، خلاصة الأثير للمحبي (1 – 8).

المقري التلمساني المالكي (ت1041 هـ) اللهم يسر لي ما فيه الخيرة لي بالمشارق أو بالمغارب وجد لي من فضلك حيث حللت بجميع ما فيه رضاك من المآرب بجاه نبينا وشفيعنا المبعوث رحمة للأحمر والأسود والأعاجم والأعارب عليه أفضل صلاة وأزكى سلام وعلى آله وأصحابه الأعلام، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب (1 – 32) وكتابه هذا يطفح بالتوسل وله فتح المتعال في مدح النعال يحتوى على ابيات في التوسل.

27- الفقيه ميارة المالكي (ت 1072 هـ) يقول نتوسل إليك بجاه أحب الخلق في كتاب الدر الثمين والمورد المعين (2 – 302).

الإمام الشيخ أبو عبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله بن علي الخراشي المالكي أول إمام للجامع الأزهر وأحد كبار العلماء المسلمين (ت 1101هـ) في شرح مختصر خليل ص 243 نَتَوَسَّلُ إلَيْك بِجَاهِ الْحَبِيبِ أَنْ تُبَلِّغَ الْمَقَاصِدَ عَنْ قَرِيبٍ فَإِنَّك قَرِيبٌ مُجِيبٌ.

وقال الإمام الزرقاني في شرح المواهب ونحو هذا في منسك العلامة خليل، وزاد وليتوسل به صلى الله عليه وسلم ويسأل اللّه تعالى بجاهه في التوسل به، إذ هو محط جبال الأوزار وأثقال الذنوب لأن بركة شفاعته وعظمها عند ربه لا يتعاظمها ذنب، ومن اعتقد خلاف ذلك فهو المحروم الذي طمس اللّه بصيرته، أضل سريرته، ألم‏ يسمع قوله تعالى (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا) شرح المواهب (8 – 317) وشرح المواهب يطفح بالتوسل والتبرك والاستغاثة وذكرنا له أقوال في الموضوع فلتراجع وقال في خاتمة شرحه للموطأ داعياً وأسألك من فضلك متوسلاً إليك بأشرف رسلك أن تجعله أي شرحه للموطأ خالصاً لوجهك، وقال الزرقاني في شرح المواهب تقبيل القبر الشريف مكروه إلا لقصد التبرك فلا كراهة كما اعتقده الرملي، شرح المواهب (8 – 315) و قال الزرقاني وفيه التبرك بمواضع النبيين شرح الزرقاني 2 – 530، ط دار الكتب العلمية بيروت.

اليوسي المالكي (ت 1102هـ) في المحاضرات في اللغة والأدب ص 19 نسأل الله سبحانه أن يكمل ذلك لنا وله ولسائر الأحباب بالفوز يوم الحشر والرضوان الأكبر بجاه نبيّه المصطفى المبعوث إلى الأسود والأحمر صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه المجلين في كل مفخر.

أحمد بن غنيم بن سالم النفراوي (المتوفى 1126هـ) ذكر قصه الخليفة المنصور مع الإمام مالك رضي الله عنه وهى الفواكه الدواني 2 – 466

وجاء في حاشية العدوي المالكي (ت 1189هـ) على شرح كفاية الطالب الرباني ص1 وهو يدعو للقيرواني وَنَفَعَنَا بِعُلُومِهِ وَجَعَلَنَا مِنْ الْمُتَّبِعِينَ لَهُ فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَعِتْرَتِهِ آمِينَ، وقال العدوي الحمزاوي (ت 1303 هـ) في كنز المطالب (ص‏216) ومن أحسن ما يقول بعد تجديد التوبة في ذلك الموقف ‏الشريف، وتلاوة وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا) نحن وفدك ‏يا رسول ‏اللّه وزوارك، جئناك ‏للتبرك بزيارتك والاستشفاع بك مما أثقل ظهورنا وأظلم ‏قلوبنا.

قال العلامة العدوي الحمزاوي في كنز المطالب (ص‏230) في التوسل بشهداء أحد ويتوسل بهم إلى اللّه في بلوغ آماله، لأن هذا المكان محل مهبط‏ الرحمات الربانية، وقد قال خير البرية عليه الصلاة وأزكى التحية (ألا إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لنفحات ربكم) ولا شك ولا ريب أن هذا المكان محل هبوط الرحمات الإلهية فينبغي للزائر أن‏ يتعرض لهاتيك النفحات الاحسانية، كيف لا؟ وهم الأحبة والوسيلة العظمى إلى اللّه ورسوله، فجدير لمن‏ توسل بهم أن يبلغ المنى وينال بهم الدرجات العلى فإنهم الكرام لا يخيب قاصدهم وهم الأحياء، ولا يرد من غير إكرام زائرهم، كنز المطالب ص‏230.

وقال الإمام الصاوي المالكي حاشية الصاوي على الشرح الصغير قَالَ الْعَلَّامَةُ السَّمْهُودِيُّ فِي كِتَابِهِ الْمُؤَلَّفُ فِي زِيَارَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْ خَصَائِصِهَا أَيْ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ وُجُوبُ زِيَارَتِهَا كَمَا فِي حَدِيثِ الطَّبَرَانِيُّ، وَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ زِيَارَتُهَا، فَالرِّحْلَةُ إلَيْهَا مَأْمُورٌ بِهَا وَاجِبَةٌ أَيْ مُتَأَكِّدَةٌ عَلَى الْمُسْلِمِ الْمُسْتَطِيعِ لَهُ سَبِيلًا.
وقال العلامة الصاوي وَالْأَفْضَلُ فِي الزِّيَارَةِ الْقُرْبُ مِنْ الْقَبْرِ الشَّرِيفِ، بِحَيْثُ يَكُونُ النَّبِيُّ يَسْمَعُ قَوْلَهُ عَلَى حَسَبِ الْعَادَةِ، وَيَلْزَمُ فِي تِلْكَ الْحَضْرَةِ الْأَدَبُ الظَّاهِرِيُّ وَالْبَاطِنِيُّ لِيَظْفَرَ بِالْمُنَى….وَحِين يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ الشَّرِيفَ يَأْتِي الرَّوْضَةَ فَيُصَلِّي بِهَا رَكْعَتَيْنِ تَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ يَأْتِي قُبَالَةَ الْقَبْرِ الشَّرِيفِ وَيَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْك يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَسَّلُ بِهِ فِي جَمِيعِ مَطْلُوبَاتِهِ.
وقال في موضع آخر وَمَنْ أَسْرَفَ بِالذَّنْبِ مَعَ الْإِيمَانِ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَلَا يُؤَبَّدُ، نَعُوذُ بِاَللَّهِ وَنَتَوَسَّلُ بِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجِيرَنَا مِنْ النَّارِ.

الشيخ محمد بن أحمد بن محمد عليش أبو عبد الله (ت 1299 هـ) في منح الجليل شرح مختصر خليل وَنَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى التَّوْفِيقَ لِلصَّوَابِ، وَأَنْ يَسْلُكَ بِنَا الزُّلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ، بِجَاهِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَالْأَصْحَابِ.

أبو العباس الناصري السلاوي المالكي (ت 1315 هـ) قال بجاه جده الرسول، الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى (3 – 29).

(1) الدبيلة بالضمة على الدال خراج ودمل كبير تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالبا، سبل الهدى والرشاد للحافظ محمد الشامي 10 – 21.