أسباب التطرف:
الحقيقة أن السبب ليس شيئاً واحداً فللتطرف أسباب متعددة منها ما هو نفسي ومنها ما هو اجتماعي ومنها ما هو تاريخي ومنها ما هو سياسي، وهي متداخلة متشابهة فلا ينبغي اغفال أي سبب منها.
ثم التطرف حركة تبدأ ضمن اطر اجتماعية ضيقة ولكنها سرعان ما تتجاوز ذلك إلى ما هو أبعد وأوسع.
والفرد المتطرف قد يبدأ بتطبيق بعض تعاليم الإسلام ويدعو الناس إلى الأخذ بذلك وهو حتى هذه اللحظة يدعو إلى شيء لا يملك المجتمع إزاءه إلا التعبير عن الرضا والتشجيع، إلا أن هذا الفرد المتطرف قد ينحو في مسيرته منهج التشدد مع نفسه أولاً ثم مع الناس فيخالف تعاليم الإسلام { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }.
ثم يتجاوز ذلك إلى إصدار أحكام قاطعة بإدانة على من لا يتابعه في مسيرته أو دعوته، وقد يتجاوز ذلك إلى اتاخاذ موقف ثابت ودائم مع المجتمع ومؤسساته ويبدأ هذا الموقف أحياناً بالعزلة والمقاطعة بناء على إصدار حكم فردي على ذلك المجتمع بالردة والجاهلية، ثم يتحول هذا الموقف الانعزالي عند البعض إلى موقف عدواني يرى معه هذا التطرف أن هدم المجتمع ومؤسساته هو نوع من التقرب إلى الله وجهاد في سبيله ويعمل عى نشر هذا الفكر الفاسد في المجتمع.
وعند محاولة تشخيص الأسباب المؤدية إلى التطرف باسم الدين يتضح أنها متعددة: