أحكام النبوة
- سئل الشيخ: إذا فعل النبي قبل نزول الوحي صغيرةً ما فيها خسة ولا دناءة كيف ينبه حتى لا يتبع؟
قال الشيخ: قبل النبوة لا يقتدي به الناس، لا يعد قدوةً عندهم.
- قال الشيخ: على قول: من أنزل عليه كتاب يكون رسولًا، فعلى هذا القول داود نبي رسول، وعلى قول الرسول هو من ينسخ بعض شرع من قبله، عند هؤلاء داود نبي ليس رسولًا. سليمان نزل عليه كتاب هو نبي. الأنبياء أنسهم بذكر ربهم، لو كانوا يتحدثون مع الناس قلبهم في أنس مع ربهم.
- قال الشيخ: الفصاحة من صفات الأنبياء.
- قال الشيخ: مذكور في التوراة الأصلية أن عيسى سيدفن في المدينة قرب سيدنا محمد([1]).
- سأل شخص: لماذا سأل الله موسى عن عصاه وهو عالم بكل شىء؟
قال الشيخ: ليدخل عليه السرور والأنس.
- قال الشيخ: لم يرد نص أن قرناء الأنبياء غير نبينا محمد أسلموا فيجوز أن يكونوا أسلموا ويجوز أن لا يكونوا كذلك.
ثم قال: اعتقادي أن كل الأنبياء أسلم قرناؤهم.
- قال الشيخ: قال العلماء: يجوز على الأنبياء أن يقولوا في بعض المسائل أي في غير الضروريات “لا أدري”([2]).
- شخص قال: إن النبي لا يتلاعب به الشيطان إنما قد يخرج منه مني من امتلاء الوعاء؟
قال الشيخ: هكذا.
- سألت الشيخ: هل قال بعض العلماء إنه كان أنبياء بين عيسى ومحمد؟
قال الشيخ: نعم، لكنه يخالف الصحيح الثابت، ومن قاله لا يكفر([3]).
- قال الشيخ: “يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى” هذا تخيل العين يجوز على الأنبياء.
- إذا قيل: دايفد (David) عن داود؟
قال الشيخ: يجوز.
- قال الشيخ: الله عصم الأنبياء من أن تكون أسماؤهم خبيثةً أو اشتقت من خبيث أو اشتق منها خبيث([4]).
- قال الشيخ: الأنبياء معصومون عن اللعب القبيح من صغرهم.
- قال الشيخ: لا يجوز على الأنبياء أن يمسحوا أثر الطعام بكم قميصهم، كان عندهم ما يقوم مقام المنديل.
- قال الشيخ: إبراهيم أمره ظاهر أنه أفضل الأنبياء بعد محمد فلا يحتاج إلى أن يعرج الرسول على مقامه ليصلي هناك أثناء رحلة الإسراء([5]).
- قال الشيخ: لا يجوز أن يخطئ النبي فيما يجلب على المسلمين ضررًا، لكن يجوز عليه الخطأ في بعض الأمور الدنيوية والحروب([6])، أما في الاجتهاد في التشريع لا يخطئ. أما من قال كالقرضاوي: “يجتهد في التشريع ويخطئ” فهذا كفر تكذيب لقوله تعالى: وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. وقال بعض علماء الأصول: “النبي إن أذن الله له يجتهد في أمور التشريعيات ولا يخطئ إذا اجتهد”. مرةً رأى الرسول في المدينة أناسًا يؤبرون النخل فقال: “لو تركتم التأبير كان أحسن” ثم طلع اجتهاده([7]) على خلاف الواقع([8])، تركوا التأبير كما أشار عليهم فطلع الثمر ضعيفًا، مثل هذا يجوز عليه. يجوز أن يقال أخطأ في مثل هذا. التأبير هو حين يوضع طلع ذكور النخل على إناثها([9]).
- قال الشيخ: السفاهة المستحيلة على الأنبياء كتبذير المال([10]).
- قال الشيخ: يقال النبي محمد أجمل المخلوقات. الرسول قال ليلة المعراج لما رأى يوسف: “فإذا هو أوتي شطر الحسن” أي نصف الحسن، ما قال: “كل الحسن”.
- سأل سائل: ما الحكمة من إرسال الرسل في بر الشام وما حولها مع وجود كثير من الناس في غير هذه الناحية؟
قال الشيخ: لله أن يختار من خلقه ما يشاء. الله اختار الشام وهو لا ينتفع بشىء من خلقه.
- قال الشيخ: لا يليق بالأنبياء الخرس المؤقت ولا الخرس المطلق.
- قال الشيخ: الأنبياء يتوضأون وضوءًا واحدًا للصلاة يكفيهم لكل مدة البرزخ.
- قال الشيخ: الفرار الذي ليس فيه نقص هذا لا ينافي عصمة الأنبياء([11]).
- قال الشيخ: لا يوجد في الجن أنبياء ولكن فيهم نذر يبلغون عن الأنبياء.
- قال الشيخ: الفضلة الغليظة إذا خرجت من النبي تأكلها الأرض وكذلك كل الأنبياء([12]).
- قال الشيخ: قول موسى لآدم “خيبتنا” هذا كلام للدلال ليس توبيخًا ولا تنقيصًا ولا اعتراضًا.
- قال الشيخ: معنى قول النبي عن ءادم “مكلم” أي يكلمه الله بالوحي([13]).
- قال الشيخ: الأنبياء منزهون عن العنة([14]).
- قال الشيخ: كثير من الأنبياء ما كانوا أميين، كانوا تعلموا القراءة والكتابة، بل كلهم كانوا يقرأون المكتوب سوى محمد، إلا أن ما ورد في حق إدريس أنه أول من خط بالقلم كما روي عن الرسول ذلك، لكن هذا الحديث لم يتفقوا على صحته، فيه خلاف.
- قال الشيخ: الذين كانوا مع موسى وأمرهم بالجهاد بقتال الجبارين أبوا أن يقاتلوا معه، فالله انتقم منهم، صاروا لا يستطيعون الخروج منه([15]) أربعين سنةً، صاروا كالمجانين، يخرجون صباحًا للخروج من التيه ثم يجدون أنفسهم قد رجعوا إلى حيث كانوا.
- قال الشيخ: من ضرب النبي ومن سبه هذا كفر، وكذلك من قتله، أما من سرق ماله فلا يكفر، لكن سرقة ماله أشد من سرقة مال غيره.
- قال الشيخ: ءادم بلغ النهي عن الأكل من الشجرة هو وزوجته بطريق الملك قبل أن يبعث إليه. الملك قال له: إن ربك ينهاك عن هذه الشجرة وأحل لك ما سواها.
- قال الشيخ: الأنبياء ليسوا معصومين عن سبق اليد في كل شىء. موسى لما ألقى الألواح ألقاها وهو ناس أنها ألواح التوراة ولم يكن إلقاؤه لها على وجه الاستخفاف.
- قال الشيخ: لم يرد أن الأنبياء يخرج منهم ريح أم لا، لكن السكوت عن النفي أحسن.
- قال الشيخ: الأنبياء أشد الناس تواضعًا لعباد الله. لذلك كل نبي من أنبياء الله سبق له أن رعى الغنم. سيدنا محمد رعى الغنم برهةً من الزمن في مكة للناس بأجرة([16])، كذلك موسى رعى الغنم لشعيب عشر سنين([17])، جعل ذلك مهر ابنته. رعاية الغنم فيها تحمل التعب، الذي يكون يرعى الغنم يكون مستعدًا لرعاية الناس مع تحمل متاعبهم.
- قال الشيخ: ليس معلومًا من الدين بالضرورة أن كل نبي رعى الغنم.
- قال الشيخ: يجوز عقلًا أن يبعث نبي بعد محمد لكنه ممتنع شرعًا.
- قال الشيخ: الأنبياء كانوا كلهم يحجون أو بعضهم، حتى عيسى سيحج بعد نزوله.
- قال الشيخ: ليس مستحيلًا أن يصاب النبي بالعين لكن لا يؤثر ذلك في فكره.
- قال الشيخ: ما ورد أن سليمان أو داود فعلا معصيةً من المعاصي.
- قال الشيخ: إذا أوصى النبي أن يدفن في مكان يجب تنفيذ وصيته.
- قال الشيخ: الأنبياء لا يتنعمون.
- معرفة أين ولد النبي وأين دفن ليس مثل أصول العقيدة؟
قال الشيخ: احتمال أن يكون ذلك فرض عين واحتمال أن يكون فرض كفاية.
- ما معنى أن من قبل محمد من الأنبياء لم يكن مرسلًا للجن فمن يبلغهم الدين؟
قال الشيخ: قد يحضرون هذا النبي فيتعلمون منه الإسلام فيبلغون غيرهم.
- قال الشيخ: لو كان النسيان نقصًا لنزه عنه الأنبياء([18]). النسيان في الأنبياء قليل بالنسبة لغيرهم.
- قال الشيخ: الهروب نوعان: هروب جبن، وهذا لا يجوز على الأنبياء. أما الهروب من الشر فيجوز عليهم، يقال هرب يوسف من زليخا معناه هرب من شرها.
- قال الشيخ: مستحيل شرعًا أن يتزوج النبي زانيةً([19]).
- قال الشيخ: استحالة الكبائر على الأنبياء قبل النبوة شرعية. وقول الرازي إن مسئلة عصمة الأنبياء عن الكبائر قبل النبوة مسئلة خلافية لا عبرة به.
([1]) روى الترمذي في السنن: باب في فضل النبي ﷺ: عن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده قال: “مكتوب في التوراة صفة محمد وعيسى ابن مريم يدفن معه”، قال: فقال أبو مودود وقد بقي في البيت موضع قبر اهـ. ورواه البخاري في التاريخ الكبير والطبراني في المعجم الكبير والآجري في الشريعة.
([2]) من ذلك ما رواه ابن حبان والبيهقي وأحمد أن رجلًا سأل النبي ﷺ عن خير بقاع الأرض وشرها فقال النبي: “لا أدري“.
([3]) روى البخاري في صحيحه واللفظ له، وأبو داود وابن حبان وغيرهم أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: “أنا أولى الناس بابن مريم، والأنبياء أولاد علات، ليس بيني وبينه نبي“.
قال الحافظ في الفتح: “واستدل به على أنه لم يبعث بعد عيسى أحد إلا نبينا ﷺ، وفيه نظر لأنه ورد أن الرسل الثلاثة الذين أرسلوا إلى أصحاب القرية المذكورة قصتهم في سورة يس كانوا من أتباع عيسى وأن جرجيس وخالد بن سنان كانا نبيين وكانا بعد عيسى، والجواب: أن هذا الحديث يضعف ما ورد من ذلك فإنه صحيح بلا تردد وفي غيره مقال” اهـ.
([4]) فلا اسم نبي الله لوط مشتق من فعل اللواط، ولا العكس.
([5]) أي لا يحتاج إلى ذلك ليعرف فضله.
([6]) أي بما لا يجلب الضرر على المسلمين وما لا يؤدي إلى سفك دمائهم وهلاكهم.
([7]) أي في هذا الأمر الدنيوي الذي لا يجلب على المسلمين ضررًا.
([8]) ولم يؤد ذلك إلى إتلاف أموالهم.
([9]) أي يشق طلع الإناث ويؤخذ من طلع الذكور فيوضع فيها ليكون الثمر بإذن الله أجود مما لم يؤبر.
([10]) والتبذير هو الإنفاق في غير حق كتضييع المال بإلقائه في البحر والإنفاق في المحرمات.
([11]) قال تعالى حكايةً عن خطاب موسى لقومه: “فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ” أي من شركم وأذاكم.
([12]) أي تأكل الأرض فضلاتهم الغليظة.
([13]) وليس معناه أنه سمع كلام الله الأزلي، إنما سيدنا محمد وموسى وجبريل هؤلاء الثلاثة سمعوا كلام الله.
([14]) العنة امتناع الجماع لضعف في القلب أو الكبد أو الدماغ أو الآلة فيمتنع الانتشار.
قال القاضي عياض في «الشفا»: “فاعلم أن ثناء الله تعالى على يحيى بأنه حصور ليس كما قال بعضهم: إنه كان هيوبًا – أي جبانًا عن النكاح – أو لا ذكر له بل قد أنكر هذا حذاق المفسرين ونقاد العلماء وقالوا: هذه نقيصة وعيب ولا يليق بالأنبياء عليهم السلام” اهـ.
([15]) أي من التيه.
([16]) روى البخاري في الصحيح وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: “ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم“، فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: “نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة“.
قال الحافظ العسقلاني في «الفتح»: “قال سويد أحد رواته: يعني كل شاة بقيراط يعني القيراط الذي هو جزء من الدينار أو الدرهم” اهـ.
([17]) قال تعالى: “فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ“، فأقام سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام عشرة أعوام في رعي غنم شعيب.
([18]) روى البخاري ومسلم في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سمع رسول الله ﷺ رجلًا يقرأ في سورة بالليل فقال: “يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا، ءايةً كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا“.
([19]) قال الحافظ السيوطي في «الدر المنثور»: “أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن نساء الأنبياء لا يزنين” اهـ.، وقال العلاء الخازن في تفسيره: “فإن الله تعالى صان أزواج الأنبياء عن الفاحشة” اهـ.