الثلاثاء أكتوبر 22, 2024

مجلس كتاب “سمعت الشيخ يقول” -93

 

                                  التقوى علمٌ وعمل

                                المسعى القديم الصحيح

                                بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلى الله وسلم على سيدِنا محمد رسول الله على آل بيتِه وصحابتِه ومَن والاه

يقول فضيلة الشيخ الدكتور جميل حليم الحسيني حفظه الله وغفر له ولوالديه ومشايخه

*قال الإمام الهرري رضي الله عنه: مَن عرفَ اللهَ وآمَن باللهِ ورسولِه صلى الله عليه وسلم وأدّى الواجباتِ واجتنبَ المحرّمات هذا فاز في الآخرة، في هذه الدنيا أخذ زادًا عظيمًا.

(الجزء الأول من هذه العبارات شرحْناه في الدروس الثلاثة السابقة وهو الذي آمنَ بالله ورسولِه عرف الله، أما القسم الثاني من الكلمة “أدّى الواجبات واجتنب المحرّمات” هذا يُحتاجُ فيه للعلم، الإنسان لا يستطيع أنْ يقول أو يزعم أنه أدّى الفرائض والوجبات التزمَ الأوامر الدينية وانتهى عن المحرّمات إنْ كان على الجهل لا يستطيع أنْ يقول ذلك، إنْ لم يتعلّم أصلًا إنْ لم يؤَدِّ ما فرض اللهُ عليه من القيام بواجب التحصيل للفرض العيني كيف يعرف الواجبات ليقومَ بأدائِها كيف يعرف المحرّمات ليبتعدَ عنها، فمنْ لا يتعلم لا يستطيع أنْ يقومَ بهذا العمل، إنْ لم يتعلم يبقى جاهلًا، إنْ بقيَ على جهلِه فإنه ربما يأتي يريد أنْ يُصلح بزعمِه أنْ يتعبّد بزعمِه أن يقومَ بالطاعات بزعمِه فيقع في الحرام وفي المعاصي والكبائر والمفسدات، لذلك قال العلماء “مَنْ عمِلَ بلا علمٍ كان ما يُفسِدُهُ أكثر مما يُصلِحُه”

هذا بسبب الجهل، لأجل أنْ يقول أدّيتُ الواجبات واجتنبتُ المحرّمات لا بدّ له من أنْ يكونَ حصّلَ الفرضَ العيني عرفَ ما هي الواجبات فأدّاها عرَفَ ما هي المحرّمات فابتعدَ عنها.

والرسولُ صلى الله عليه وسلم يقول [طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلم] ليَنتبه الإنسان المقصِّر الذي بعدُ لم يحصِّل ما فرضَ اللهُ عليه من العلوم يقول أنا الآن مشغول وفي الدكان وفي الجامعة وفي العمل وأنا الآن في خدمة أهلي، هذا كلّه لا يكونُ عذرًا لك في تركِ تعلّم الفرض العيني، تعلّم الفرض العيني وقم بخدمة الأهل والدراسة لا مانع، لكنْ لماذا تريد على حساب حصةِ تعلّم الفرض العيني أنْ تضعَ كل الأعمال والأشغال في هذا الوقت ثم تحاول أنْ تتحجّج بزعمِك، ألا تأكل ألا تشرب ألا تنام ألا تشتغل بالهاتف ألا تنظر في التلفزيون؟

من الناس مَن يعملون الرياضة كالمشي ورفع الأثقال مصارعة كاراتيه فوتبول سباحة وما شابه، ألا تذهب إلى الرياضة ونحوِها؟ لماذا كل هذه الأمور لا تتركُها وتقول مشغول بخدمةِ أمي وبالمدرسة؟ كيف تعمل تلك الأعمال وتقوم بها وتذهب إليها ولا تتحجّج بأنك مشغول أما بحصة الفرض العيني تقول مشغول.

إذا كنتَ بالغًا وبعدُ لم تتعلم الفرض العيني فأنت هالك وإنْ متّ على ذلك فأنت فاسق، وبعضُ الذين لا يتعلمون بسبب الجهل ينجرّون إلى الكفر لذلك انتبهوا هذا الذي لم يتعلم الفرض العيني لا يستطيع أنْ يقول أدّيت الواجبات، أنتَ بعدَك ما أدّيتَ الفرضَ العيني كيف أدّيتَ الواجبات؟ هذا من أعظم الواجبات، إذا كنتَ هذا الفرض ما حصّلتَه كيف تكون أدّيتَ الواجبات واجتنبتَ المحرّمات، رأيتم ماذا يفعل الجهلُ بأهلِه؟

لذلك لا بد من التعلّم لا بدّ من تحصيل الفرض العيني.

الرسول صلى الله عليه وسلم قال [إنما العلمُ بالتعلم] وقال [طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلم] قال صلى الله عليه وسلم [ومَن سلكَ طريقًا يلتمسُ فيه علمًا سهّلَ اللهُ له به طريقًا إلى الجنة]

هذا المقدار الذي قال عنه الرسول أنه فرضٌ على كل مسلم المقصود به الفرض العيني يعني علم الدين الضروري علم الحال.

منْ لم يحصّل هذا القدر فهو فاسق وإذا كان فاسقًا كيف يكونُ أدّى الواجبات؟ إذا كنا لا زلنا بالخطوة الأولى وهو فاسق كيف سيعرف ما هي الواجبات وكيف تُؤَدّى؟

كم وكم من الناس اليوم يذهبون بزعمِهم إلى الحج، عمرة الفرض حج الفرض، يذهبون وهم جهال ومع جهال ويعودون ولا يسقط عنهم الحج ولا العمرة، تقول لي كيف؟ أقول لك إذا سعَوا مثلًا في المسعى الجديد إذا للحج أو للعمرة أو لهما كثيرٌ من الناس اليوم وبالآلاف يسعَوْنَ في المسعى الجديد الذي أنشأتْه بعض الهيئات والعياذ بالله تعالى بإقرارِ وموافقةِ بعض صور المشايخ أدعياء المشيخة، والآن ظهرت فضائحُهم في الدنيا على النت والفضائيات والمحاكم فضحهم اللهُ تعالى وأذلّهم وأخسأَهم، انظروا ماذا فعلوا بالناس افسدوا عليهم حجهم وعمرتَهم والعياذ بالله، يُسمّونَه إمام الحرم إمام المسجد النبوي خطيب المسجد الحرام أو عضو هيئة كبار العلماء على زعمِهم أو رئيس رابطة العلماء أو ما يسمى رابطة العالم الإسلامي، كل هذه الألقاب لما يأتي ويوَقّع على عمل فاسد يُقِرّه يظهر مستواه وجهله وأفسد على الناس حجّهم، يمكن بعض الهيئات السياسية لم تطّلع على ذلك من حيثُ الأحكام وما عرفَت أنّ هذا خارج عن حد المسعى القديم، لكنْ هؤلاء الذين يدّعون العلم والمشيخة وأنهم مراجع الأمة حسبنا الله ونعم الوكيل، هؤلاء عظُمَ ضررُهم على الناس في الدين، هؤلاء منهم المشبهة والمجسمة منهم أئمة التشبيه والتجسيم الذين بكلّ وقاحةٍ وصفاقة على المنبر قام منهم خطيبٌ مُبَرّز مشهورٌ فيهم في يوم عيد الأضحى وكنتُ هناك –لكنْ ما صليتُ وراءه- قال أيها الحجاج لا تُفسدوا حجّكم بالسفر إلى المدينة بقصد زيارة قبر النبي والتبرك به، هذا يسمّونه القارىء الإمام الشيخ عبد الرحمن السديس والآن فضائحُه ملأت الدنيا.

لا تنغرّوا بالألقاب والمظاهر والشهرة والصوت الجميل والمناصب الرّنانة اليوم، انظروا إلى الحق وإلى قول الحق وإلى مَن يقول الحق ويعمل به.

مثلًا اليوم هؤلاء الذين أفسدوا وخرّبوا على الناس في دينِهم وفي عباداتِهم وأرجعوهم بلا حج ولا عمرة ماذا سيفعلون يوم القيامة؟ الذين فعلوا من الحجاج والمعتمرين شكلًا وصورة والذين أفتَوا؟ هؤلاء موقفُهم صعبٌ يوم القيامة خانوا الدين والأمة، مَنْ يتكلم اليوم ممن يُسمَّوْنَ المرجعيات الدينية الرسمية العليا في البلاد، مَن اليوم يقوم ويقول هذا المسعى الجديد لا يصح فيه السعي، لماذا؟

لأنهم يعملون حسابات المواقف السياسية والكراسي لأنّه إذا تكلم لا يحصل على الكرسي، هذا الكرسي الذي بعض أدعياء المشيخة سوف يعملون كالراقصات لبعض الرؤساء يُحلّون لهم ما يشاءون يُفتونَ لهم بما يريدون صاروا حمّالين لنعالِهم، هؤلاء يدّعون أنهم علماء، ماذا سيفعلون يوم القيامة وقد أفسدوا على الناس حجهم وعمرتهم؟

حتى الذين يذهبون وهم يعلمون أنّ هذا المسعى الجديد لا يصح منه السعي فيه ليس معذورًا، لا يصح منه الحج ولا العمرة.

هناك شىء اسمه أحكام الدين الثابتة هناك إجماع ونصوص وفعل الرسول صلى الله عليه وسلم وفعل الأمة وفعل العلماء والأئمة قاطبة، كل الذين سعَوا من النبي والصحابة والأئمة والعلماء أين سعَوا؟ في المسعى القديم، الذي أقرّه الرسول عليه الصلاة والسلام مساحة المسعى القديم وهذا أجمعت عليه الأمة.

قال الحطاب المالكي “لو ترك من السعي قدرَ ذراعٍ لزِمَه أنْ يعودَ إليه من بلدِه” يعني جاء إلى الحج وإلى مكة وعمل المناسك وسعى وترك من مكان السعي قدر ذراع وسافر إلى بلادِه قال يلزمه أن يعود إليه من بلده.

يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه فيما رواه الحافظ النووي ونقله عنه في كتابِه المجموع “فلو سعى في زقاقِ العطارين لم يجُز”

في أيام الشافعي رضي الله عنه كان يوجد سوق ملاصقًا للمسعى اسمه زقاق العطارين، يقول الشافعي لو خرج من المسعى إلى سوق العطارين فأكمل أو سعى فيه جزء من السعي الملاصق للمسعى قال لم يجُز، يعني ما صحّ حجُّه، ما صحّ السعي لا يُقبلُ منه، إذا كان السعيُ ما صح كيف يصح الحج؟

وإذا كان الحطابي المالكي يقول لأجل ذراع تركه من السعي يلزمُه أنْ يعود من بلدِه، كيف بمَن ترك كل السعي؟

لو قلتَ لي يا شيخ كيف ترك كل السعي؟ أقول لك: لو سعى مثلًا في الخرطوم هل يكون أدّى سعيَ الحج؟ تقول لي لا، أقول لك ما الفرق أنّه سعى في بقعةٍ جديدة في مكة ليست هي المسعى؟ يعني لم يسعَ ما أدّى السعي، يعني ترك السعي بالمرة فما صحّ منه الحج، ذمّتُه ما برئت يعود إلى بلادِه والإحرامُ فوق رأسِه.

لو ذهبتَ مع حملة 5 نجوم وما فوق ورجعت وسعيتَ على زعمِك في المسعى الجديد أنت فاشل ضائع مقصّر الإحرامُ ما زالَ فوق رأسك لستَ حجًّا يا مَن عملتَ صورةَ الحج، ما سعيْت في المسعى القديم الذي صلّى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة وأجمعت عليه الأمة.

بعض الحمقى اليوم يقولون نحن أردْنا أن نخففَ عن الحجيج، تخفّفُ عنهم فتُرجعُهم بدونِ حج؟ فإذًا على زعمِك ليحجوا في بلادِهم، تقول لي كيف؟ أقول لك عملتَ سعيًا جديدًا فما الإشكال على زعمِك بتفكيرك الأعرج الأعوج أيها المفتري المفتي الشيطان الدجال إذا كان أهل لبنان سعَوا في كورنيش المزرعة؟؟؟

تقول لي هذا ليس المسعى أقول لك وذاك الجديد ليس المسعى وأنت تقول قصدك التخفيف عنهم قل لهم ارجعوا اسعوا في بلادكم على زعمِك، هل يصح؟ تقول لي لا، أقول لك وذاك لا يصح.

قصدك التخفيف عن الحجاج فتُرجِعُهم بلا حج إلى بلادهم؟ يعني أنت شيطان ومحرّف مزوّر للشريعة والأحكام، أنت ارتكبتَ وزرًا خبثًا ملعنةً فسقًا فجورًا جبال من الظلمات تنزل على قلبك وعلى وجهك أيها المنحوس يا مَن حرّفت الشريعة.

لو أنهم علموا لكم أيها الحجاج مجسم كعبة واحد بجدة وواحد بالمدينة وبحجة التخفيف عن الحجاج قالوا كل مَن في المدينة يعمل الطواف حول هذا المجسم لكعبة المدينة، وكل الذين في جدة من الحجيج يعملون الطواف في جدة هل يصح؟ تقول لا هذه ليست كعبة، وأقول لك هذا المسعى الجديد ليس مسعى.

رأيتم ماذا فعلوا بالناس؟ أفسدوا عليهم حجهم وعمرتَهم ويقول لك أدّى الواجبات واجتنب المحرّمات، ويعملون له ما يسمى العراضة عندما يعود ويذبحون له الخراف، كل هذا للجهل؟ حسبنا الله ونعم الوكيل.

إذًا أدّى الواجبات واجتنب المحرّمات هذا مع العلم.

هؤلاء المشايخ الفراعنة بثياب مشايخ يقال لهم إذا كان على زعمِكم تريدونَ خدمةَ الحجيج وتخففوا الزحمة تستطيعون فوق المسعى القديم أنْ تعملوا عشر طوابق نفس المكان بمصاعد ضخمة عالية التقنية والحماية مبرّدة يطلع الناس فيها ويسعوْن فيها ينزلون بالمصاعد ويذهبون، كيف عملتُم الطواف حول الكعبة طوابق؟ السعي كان يُعمَل طوابق فوق السعي القديم نفس المسافة التي هي تقريبًا خمس وثلاثون ذراعًا ليس خمس وثلاثون مترًا، الذراع اليدوي وليس الحديدي، بعض المؤرخين ضبط بالأشبار بالأذرع بحجم الأصابع بعرض الأصابع، المسئلة ليست فوضى علماء الدين ضبطوا كل ذلك وعندنا التواريخ والكتب والخرائط القديمة والجديدة وبعض إخوانِنا في السنين الماضية وضعوا خرائط في المسعى القديم ومساحته والمسعى الجديد مع الأسهم في كل المسافة الجديدة التي بُنيَت وكيف أدخِلَت في المسعى ونزلت على النت إنْ دخلتم وبحثتم تروْنها.

لا بدّ من العلم، نقول أدّى الواجبات واجتنب المحرّمات ليست كلمة قلناها وصرنا أتقياء لا، تكون عمليّا تطبيقيا تؤدّي الواجبات تجتنب المحرمات.

كم يوجَد اليوم نساء مغفلات تظن بنفسها التقوى والصلاح والمتهجّدة الخاشعة تالية القرآن في الليل والباكية في السجود تغتسل وتتوضأ وهي تضع الطلاء على أظافرِها، كيف أدّت الواجبات؟ هذه جاهلة مغفّلة، لما تضع حائلًا غليظًا سميكًا يمنع وصول الماء إلى العضو المغسول، هذه المرأة ما صحّ غسلُها ولا صحّ وضوؤُها  لأنّها إذا كان عليها حدث أصغر أو أكبر من شروط صحة الغسل تعميم جميع البدن بشرًا وشعرًا بالماء المطهّر، لما وضعت الطلاء على أظافرِها ماذا تكون فعلت؟ صار عندها مساحة من جسمِها مقدار ما وصلَه الماء لا في الغسل ولا الوضوء، إذا كان عليها حدث أكبر يعني غسلُها ما تم لا تذهب تقول أنا رفعت الحدث الأكبر فتحمل المصحف وتقرأ، لا تذهب لتصلي، لأنّ غسلَها ليس صحيحًا، لا تمكّن زوجَها من الدخول عليها لأنّها بعد انتهائِها من الحيض عليها الاغتسال وأنْ يكون الغسل صحيحًا، لا يجامعها وهي بعد لم تغتسل من الحيض، عليها أْن تزيل هذا الطلاء عن أظافرِها وتغسل هذه المواضع، أما في الوضوء فعليها مراعاة مسئلة ترتيب غسل الأعضاء في مذهب الإمام الشافعي، إذا كان وضوؤُها عند الشافعي.

لو واحدة لبست مثلا عند اغتسالِها ما يلبسه بعض النساء في الرأس واغتسلت من رقبتِها نزولًا من الجنابة من الحيض من النفاس من الجماع، هذه لا يصح غسلها لأنها تركت رأسها ما غسلتْه وأظافرها ما وصل الماء إليها فلا يصح الغسل ولا يصح الوضوء.

لو جاء إنسان جاهل بحجة أنه في الشتاء يخاف من البرد وعليه جنابة فاغتسل من رقبتِه نزولا كي لا يمرض على زعمِه، اغتسل قبل خروجك من بيتك بوقتٍ مَنْ قال لك ستمرض؟ راعِ وضعَك الصحي لكنْ وضعك الديني والعبادات أوْلى وأهم، لماذا لا تراعي مسئلة الطهارة والغسل الصحيح؟ ولما يكون عندك لعب فوتبول تلعب ثلاث ساعات تحت الشتاء والبرد وتلبس بنطلون قصير وثيابك تبللت بالماء، هنا لا تخاف أنْ تمرض أما بأمر الغسل لأجل الصلاة تقول لا أغسل رأسي كي لا أمرض، هذه القلوب القاسية الغافلة التي اسودّت وقست وفسدَت بسبب الذنوب والجهل والابتعاد عن علم الدين، يكذِبُ على نفسِه، نفسُه خبيثة.

 كم هناك ناس في الشتاء لا يُراعونَ مسئلة غسل المرفق في الوضوء فلا يوصلون إليها الماء، ما صحّ وضوؤُهم يعني لا تصح منهم الصلاة، الطهارة مفتاح الصلاة.

الرسول صلى الله عليه وسلم رأى شخصًا في السفر من بين الذين كانوا مع النبيّ، رأى لُمعة في  عقبِه تلمع ما وصلَها الماء، قدر بسيط قد يكون قدر حبة العنب أو أصغر، غضب الرسول قال [ويلٌ للأعقاب من النار] فكيف بالذي يترك العقب كلّه ويترك العقبين أو ظاهر القدم كيف الذي يترك القدم من الأسفل ما وصلها الماء بسبب استعجالِه ليلحق الجماعة؟

لا بدّ أنْ يكونَ وضوؤُك صحيحًا، لو لحقت الجماعة ووقفت في الصف الأول وعلى يمين الإمام كل هذا لا يجعل صلاتك صحيحة أو مقبولة إنْ كان وضوؤُك فاسدًا.

لو كنتَ ملاصقًا للكعبة أو صليت داخل الكعبة صورة ووضوؤك ليس صحيحًا ما صحت صلاتك.

الله قال في القرآن {فإذا تطَهّرْنَ فأتوهُنَّ مِنْ حيثُ أمَرَكم اللهُ إنّ اللهَ يحبُّ التوابين ويحبُّ المتطهّرين}-سورة البقرة/222- قف عند هذه الآية، أنت طهارتك ليست صحيحة وضوؤُك ليس صحيحا غسلك من الجنابة ليس صحيحًا إنْ لم توصل إليه الماء، عليك تعميم كل البدن بشرًا وشعرًا بالماء المطهر.

لا تضحك على نفسِك، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول [الطهورُ شطرُ الإيمان]

وارجع للحديث [ويلٌ للأعقابِ من النار]

ماذا تفعلون بأنفسِكم؟ تعصونَ ربّكم تُهلكونَ أنفسَكم لا تصح منكم الصلوات بهذه الحالة.

عليك أن تتعلم لتعرف كيف تؤدي الواجبات وتجتنب المحرّمات، لما تكون أنت بدون علم تعمل نفسك من الأتقياء الصالحين وأنت تأكل الربا كيف تكون اجتنبتَ المحرمات؟

قد يكون ذهب إلى الحج سبعة عشر مرةً وعالعمرة واحد وأربعون مرة والسبحة لا تنزل من يده وشابت لحيتُه ورايح جاي عالجامع وعالفجر يقعد في الجامع يبكي ولا يدع مقامًا إلا ويزورُه، كل هذا بدون علم لا يعرف كيف يغتسل ولا كيف يتوضأ ولا كيف يصلي، يذهب فيحج ويسعى في المسعى الجديد ويرجع يأكل الربا، والله لو بقي سبعة آلاف سنة على هذا الحال لا يصير تقيًّا، هذا محرّف للأحكام ما أدّى الواجبات بل هو عاصٍ لله للرحمن هذا يرضي الشيطان ويخالف أوامر الرحمن.

الله قال في القرآن {يآ أيها الذين ءامنوا اتّقوا اللهَ وذروا ما بقيَ من الربا إنْ كنتم مؤمنين فإنْ لم تفعلوا فأذَنوا بحربٍ من اللهِ ورسولِه}-سورة البقرة/278- يعني إن كنتم مؤمنين كاملين.

اسمع يا حاج يا مَنْ تأكل الربا وتقضي أوقاتَك في المساجد والموالد يا مَن تذهب إلى الحج والعمرة وتأكل الربا، الله يقول {فإنْ لم تفعلوا فأذنوا بحرب من اللهِ ورسولِه} حربٌ من الله عليك، أنت تقدر أنْ تتحمل هذه الحرب؟ يا عاجز يا ضعيف، مالُك ليس هو الأصل، سمعتك وصيتُك في البلد ليست الأساس، لا تقدر أنْ تتحمل مرض صداع مغص فكيف بعذاب جهنم؟

{وإنْ تبتم فلكم رؤوسُ أموالِكمْ لا تَظلِمونَ ولا تُظلَمون}-سورة البقرة/279- فليَسمع الذين يأكلون الربا.

كم كنا نتكلم قبل أزمة البنوك على المنابر وبالدروس يقول لنا بعض الناس يا شيخ ليه بعد في حدا ما حاطط مصرياتو بالبنك؟ نعم وكثيرون، انظروا اليوم ماذا حصل معهم، الواحد يأخذ موعظة مما حصل يتذكر ويتفكّر ويتدبّر.

أين أموالكم اليوم؟ الفقير ما عنده أما الغني المحروم من مالِه الممنوع منه ويقف كالذليل على باب البنك، نحن نتأسف ونحزن عليهم لأنهم بذلك تحترق أعصابهم وقلوبهم ويمرضون ويحزنون، كم يتأذوْن ونحن لا نتمنى لهم ذلك بل نسأل الله أْن يفرّج الكرب، كم يتمزّق قلب مَن عنده مثلًا مليون دولار في البنك ويعطونَه القليل القليل، هذا من ناحية حزنُه أشد وأصعب من حزن الفقير.

لذلك الربا شؤم وخبث وملعنة عملٌ يحبه الشيطان ويُغضب الرحمن، والزكاةُ نَماءٌ ومطهرة، انظروا الفرق.

كيف يأكل الربا ويقول اجتنب المحرمات؟ أدّى الواجبات؟ هل أدّى الزكاة؟ تسألُه يقول لك لا أنا أخبّىء المال للمستقبل لعلهُ صار معنا شىء أصعب، وقد وجبت عليه الزكاة، صار خبيثًا ملعونًا منع الزكاة  صار مِنْ أهلِ الفسق والفجور ملعونٌ على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، ملعونٌ عند الله يا مانعَ الزكاة، أنت خبيث لعنات اللهِ تنزل عليك، كم تكون أخذتَ من درب الفقراء هذا المال من حقوقِهم كما قال الرسول في الزكاة [تُؤخَذ من أغنيائِهم وتُرَدّ على فقرائِهم] يعني المسلمون.

أنت أيها الغني خائفٌ من الأزمة أن تكبر وتمتد فتمنع الزكاة اعرف أنك صرتَ ملعونًا، ويمكن بمنعك للزكاة يُمحَق كل ما عندَك من مال، الله أعلم ماذا ينزل عليك وعلى رأسك الله أعلم إنْ كانت تبلعك الأرض تنزل عليك الصواعق، الله أعلم إن كان أولادك سيموتون في حياتك ويحترق قلبك، ومنعك للزكاة أشد من ذلك لأنّ أولادك إنْ ماتوا وصبرتَ لك أجرولك الجنة أما إنْ منَعتَ الزكاة صرت عند الله ملعون، خبيث فاسقٌ ضيّعتَ حقّ اللهِ وحقّ العباد.

تؤدّي الواجبات عمليا تطبيقيا مع العلم على الوجه الذي أمر به الشرع وتجتنب المحرمات.

كم وكم من الناس اليوم يشربون الخمر وهم حجاج ومحجبات، وملتحين ويصلون، الخزي والخبث والملعنة في شرب الخمر.

روى الإمام أحمد أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال [مَنْ مات شاربًا للخمرِ كان حقًّا على الله أنْ يَسْقيَه منْ طينةِ الخَبال قيلَ وما طينةُ الخَبال يا رسولَ الله قال عُصارة جلودِ أهلِ النار] في جهنم، لما يشربون الخمر ويسكرون يصيرون مثل البهائم في الشوارع، بعض الأماكن لما يسكروا بعض المنحلين الساقطين يبولون على بعضِهم يقعون في الزنا في العربدة وهم يضحكون ويلعبون.

الذي يشرب الخمر يصير أضحوكة ألعوبة، لو قلت لي يشرب قليل أقول لك كبيرة، قال صلى الله عليه وسلم [ما أسكرَ الفَرقُ منه فملءُ الكفِّ منه حرام] الفَرَق مقدار كبير.

في حديثٍ آخر [ما أسكرَ كثيرُه فقليلُه حرام] لو ملعقة صغيرة وضعها في 12 كيلو مقانق صار حرامًا ولو كان هذا لا يُسكر، لو وضع ملعقة صغيرة من النبيذ بعشرين كيلو بفتاك صار حرامًا وكذلك في الشوكولا ونحوِه.

لما نقول أدّى الواجبات واجتنب المحرّمات هذا يُحتاج فيه إلى العلم لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم [طلبُ العلم فريضةٌ على كل مسلم]

كم يوجد أناس اليوم يدّعون التقوى والصلاح تراهم في المطارات والقطارات والفنادق والأعراس والمقاهي وهنا وهنا يأكلون اللحم من غير سؤال إنْ كان الغنم البقر الحمام العصافير الدجاج الإبل من غير أنْ يسألوا هل ذبحه مَن تحل ذبيحتُه أم لا، بالصعق الكهربائي خُنقَ وقُتل بالماء الساخن أو ذبحه مرتد أو بوذي وثني، الله قال في القرآن {إلا ما ذكّيْتم}-سورة المائدة/3- هذا دليل في أنّ ذبيحة المسلم حلال، وفي آية أخرى {وطعامُ الذين أوتوا الكتابَ حلٌّ لكم}-سورة المائدة/5- قال ابنُ عباس أي ذبائح اليهود والنصارى، هذا ليس معناه أنّ دينَهم حق ولا صحيح لكنّ اللهَ تعالى أحلّ لنا أنْ نأكلَ من ذبائِحهم لأنهم يذبحون ذبحًا صحيحًا وهم ينتسبونَ انتسابًا للكتاب.

الرسول عليه السلام أكل من الشاة التي قدّمتها له زينب اليهودية في خيبر، وهي ذبحتها وطبختها ثم وضعت فيها السم وقدّمتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه الاستثناءات في أنه يجوز أنْ نأكل من ذبائحهم أم الباقي كلهم لا يجوز أنْ نأكل.

بعض الناس عمل بطنُه مقبرة للبهائم لا يرد بهيمةً كل ما يوضَع أمامه يأكله.

تذكروا أنّ القبر الذي سنوضَع فيه إنْ وُضعنا بعد ثلاثة أيام في الغالب إلا مَنْ حفظَهم الله يُنتِن ينتفخ يتفجّر يتعفّن يُدَوِّد.

الرسول صلى الله عليه وسلم يقول [كلُّ لحمٍ نبتَ من حرامٍ فالنارُ أوْلى به]

والرسول سئِلَ عن الصيد يراه فيُرسل سهمَه إليه قال  فيغيب عني فأراه قد غرِق في الماء، قال الرسولُ [لا تأكل فإنك لا تدري أسَهمُكَ قتلَه أم الماء] صار شك لعله نزل حيًّا وغرق في الماء اختنق فمات، لذلك نقل العلماء أنّ أكل الميتة واللحم المشكوك فيه أو ذبحَه مَنْ لا تحلُّ ذبيحتُه هذا من الكبائر، لأجل شهوة بطنك ماذا فعلتَ بنفسك؟

في القرآن {حُرِّمتْ عليكم الميتة والدم}-سورة المائدة/3-

لما يأكل الفطايس كيف يكون اجتنب المحرّمات؟

هل تذكرون من سنتين والسنة الماضية عندما ضجت كل وسائل الإعلام بملاحم في لبنان في لحم  دود وجرذان وما شابه يطعمونَه للناس ويوزعونَه لهم، سمعتم بالأمس في نشرة الليل بالكمية التي جاءت عبر باخرة وفيها هذا البرغر قالوا قد تعمل إجهاض للنساء الحوامل وتسمم وإسهال لبعض الناس.

على ماذا تركضون؟ الأكل كثير وإلى الآن لم تحصل مجاعة حقيقية ولما تحصل كلوا الأعشاب الشجر الأنهار الآبار، من الآن تأكلون الجيَف؟

حكى لي واحد من أهالي زقاق البلاط عمره فوق المائة سنة الحاج أنيس أنا سألته قلت له احكِ لي عن أعجب أمر رأيته في حياتِك، قال لي كنا في الحرب العالمية وأيام سفر برلك كنا نرى الكبار يذهبون إلى بعر البقر والخيل الذي للجنود ويبحثون بالروْث بالبراز يبحثون عن حبات الشعير ويأكلونها، اليوم بكل هذه النعم تأكلون الجيَف؟

كيف تأكلون هذه الميتة اليوم؟

انظروا ماذا قال القرافي المالكي، انظروا في الآيات في الأحاديث.

الرسولُ صلى الله عليه وسلم [طلب العلم فريضة على كل مسلم] وقال عليه الصلاة والسلام [إنما العلمُ بالتعلّم]

الآن أريكم شيئًا مما درجْنا على أظهارِه لكم

هذا كتاب تشنيف المسامع بجمع الجوامع لتاج الدين السبكي للإمام بدر الدين الزركشي المجلد الرابع صحيفة 648 ينفي عن الله الجسمية

يقول “ونقل صاحبُ الخصال من الحنابلة عن أحمد أنه قال مَنْ قال جسم –يعني عن الله- لا كالأجسام كفر”

هذا إمام من أئمة أهل السنة من السلف صدّيق إمامٌ في الحديث والسنة

ويحذّر من عبارة تُنسَب للأشعري ويقول “ونُقلَ عن الأشعرية أنه يَفسُق وهذا النقل عن الأشعريةِ ليس بصحيح” لأنّ الأشاعرة يُكفّرون مَنْ قال بحقّ الله بأنه جسمٌ وهذا أريْناكم فيه مؤلفات كثيرة ونقول العلماء.

والحمد لله رب العالمين