ما هي أهمية النية لقبول الأعمال الصالحة
اعلم أن النية أمر مهم فى دين الله فالنية إكسير العمل معناه النية الحسنة تقلب العمل من كونه عادة إلى كونه عبادة فالإنسان المسلم إذا خرج من عادته أنه يستر عورته فإذا فعل ذلك على سبيل العادة فليس له أجر أما إذا قال فى قلبه أستر عورتى لأن الله أمر بذلك يصير مثابا. والإنسان من عادته أنه يأكل وينام فينبغى إذا أكل ما يسد به رمقه أن ينوى بذلك التقوى على طاعة الله ليكون له أجر وإذا أراد النوم ينبغى أن ينوى أنه ينام ليتقوى على طاعة الله. ومن عادة المسلم أنه يستنجى بعد قضاء الحاجة فينبغى أن ينوى أنه يستنجى ويفعل السنن ويترك المكروهات ابتغاء الأجر من الله. والمسلم من عادته أنه إذا لقى أخاه المسلم يتبسم فى وجهه فإذا نوى بذلك التقرب إلى الله يثاب على ذلك لأن النبى ﷺ قال تبسمك فى وجه أخيك صدقة أى فيه ثواب كما أن الصدقة فيها ثواب قال رسول الله ﷺ إنما الأعمال بالنيات رواه البخارى ومسلم أى أن العمل الصالح لا بد له من نية حسنة ليكون مقبولا عند الله فينبغى من المسلم إذا خرج للعمل أن ينوى أنه يفعل ذلك تقربا إلى الله لتحصيل المال الحلال ليصرفه على زوجته وأولاده الصغار أو على والديه المسلمين الفقيرين فإن لم ينو نية حسنة يكون ضيع الوقت والمال بدون فائدة. حتى الذى يعمل طبيبا ينبغى له أن ينوى أنه يداوى الناس بإخلاص وأن لا يغشهم حتى ينال الثواب من الله تبارك وتعالى. والذى يريد أن يدرس شيئا نافعا كالهندسة أو الطب فينبغى له أن ينوى بدراسته هذه أن ينفع المسلمين أو أنه يدرس حتى يطلب أمر المعيشة من طريق حلال ليستعمله فى طاعة الله أو أنه يدرس حتى يعمل بلا غش ولا تدليس ولا كذب. وينبغى للمرأة فى بيتها أن تنوى أنها تطبخ لزوجها لوجه الله ليتقوى على طاعة الله وتغسل له ملابسه ليستر بها عورته ويفرح قلبه لوجه الله. والولد ينوى الإحسان إلى الوالدين ابتغاء مرضاة الله تبارك وتعالى.