ما هى النار وهل هي نفسها جهنم
يجب الإيمان بالنار أى جهنم وهى دار العذاب الدائم للكافرين ويعذب فيها بعض عصاة المسلمين مدة ثم يخرجون منها ومكانها تحت الأرض السابعة وهى موجودة الآن لقوله تعالى ﴿أعدت للكافرين﴾ لا تفنى ولا يفنى أهلها ومن قال إنها تفنى فقد كذب القرءان وكفر قال الله تعالى ﴿إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا﴾. ولا يخفف العذاب عن الكفار لقوله تعالى ﴿خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب﴾ بل يزيد الله فى حجم الكافر فى النار ليزداد عذابا حتى يكون ضرسه كجبل أحد وما بين منكبيه مسيرة ثلاثة أيام وغلظ جلده سبعين ذراعا تأكله النار كل يوم سبعين ألف مرة فلو كانت خلقته كما هى فى الدنيا لذاب بلحظة ولا يموت الكفار فى النار فيرتاحون من العذاب ولا يحيون حياة هنيئة طيبة بل هم دائما فى نكد وعذاب. ونار جهنم تأكل اللحم وتكسر العظم وتستولى على القلوب فلا يوجد شىء أكثر وأشد تألما من القلب إذا استولت عليه نار جهنم قال تعالى ﴿التى تطلع على الأفئدة﴾. وطعام الكفار فى جهنم من ضريع وهو شجر كريه المنظر والطعم والرائحة قال تعالى ﴿ليس لهم طعام إلا من ضريع﴾ ويأكل أهل النار من شجرة الزقوم قال تعالى ﴿إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلى فى البطون كغلى الحميم﴾ وهذه الشجرة منظرها قبيح جدا ورائحتها كريهة جدا لا تطاق. وأما شراب أهل النار فهو الماء المتناهى فى الحرارة قال الله تعالى ﴿لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا﴾ أى لا يذوقون الشراب البارد المستلذ ﴿إلا حميما وغساقا﴾ والحميم هو الماء المتناهى فى الحرارة والغساق هو ما يسيل من جلود أهل النار يسقون منه فتتقطع أمعاؤهم. وثياب الكفار من نار قال تعالى ﴿فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار﴾. ويوجد فى جهنم حيات الحية الواحدة كالوادى وعقارب كالبغال لا تتأثر بالنار تلسع الكفار وتعذبهم فوق عذابهم بالنار. روى البخارى ومسلم وأحمد وابن ماجه والنسائى عن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال قال رسول الله ﷺ اشتكت النار إلى ربها فقالت يا رب أكل بعضى بعضا فأذن لها بنفسين فى كل عام نفس فى الشتاء ونفس فى الصيف فهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير، والزمهرير شدة البرد. قال أحد الصالحين مثلت نفسى فى نار جهنم ءاكل من زقومها وأشرب من حميمها وأتعثر بأغلالها فقلت أى نفس ما تريدين فقالت العود إلى الدنيا وأن أعمل صالحا فقلت أى نفس أنت الآن فى الأمنية فاعملى، فنحن الآن فى المكان الذى يتمناه الإنسان لو كان فى هذا العذاب. اللهم أجرنا من النار.