ما هو حديث النزول فى يوم عرفة
روى ابن حبان فى صحيحه وغيره عن جابر رضى الله عنه أنه قال قال رسول الله ﷺ ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله إلى السماء الدنيا فيباهى بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادى شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتى ولم يروا عذابى فلم ير يوم أكثر عتقا من النار من يوم عرفة. نقل القاضى عياض والحافظ النووى والطيبى والمازرى والملا على القارى وغيرهم فى تفسير ينزل الله إلى السماء الدنيا معنيين الأول أن ءاثار رحمته وكرامته عز وجل تدنو من العباد والثانى أنه تعالى يأمر الملائكة بالدنو إلى الأرض وينزل معهم ما يشاء من الرحمة وعلى التفسيرين فإنه يجب تنزيه الله عز وجل عن الحركة والسكون والاتصال والانفصال والقرب والبعد بالحس والمسافة والتحول والانتقال والزوال والحلول ﴿ليس كمثله شىء وهو السميع البصير﴾. ومن اعتقد النزول الحسى فى حق الله أو الحركة فقد كذب القرءان ومن كذب القرءان خارج من الملة. الله تعالى خالق الأحجام فليس حجما بالمرة وخالق صفات المخلوقات فلا تشبه صفاته صفات خلقه ألبتة. والله لا يتغير لأن التغير أقوى علامات الحدوث. ومعنى فيباهى بأهل الأرض أهل السماء يظهر للملائكة فضل بعض عباده وأما قوله شعثا غبرا ضاحين فالشعث جمع أشعث وهو من تفرق شعر رأسه من عدم غسله ودهنه، والغبر جمع أغبر وهو من التصق الغبار بأعضائه كما هو عادة المسافرين على الدواب ومشيا، وضاحين جمع ضاح وهو البارز للشمس يصيبه حرها، والمراد أنهم جاؤوا متقشفين متذللين لله تعالى.