ما هو الصراط
يجب الإيمان بالصراط وهو جسر عريض يمد فوق جهنم فيرده الناس جميعا فمنهم من ينجو ومنهم من يقع فيها فالكفار يقعون منه فى ابتداء ورودهم وبعض عصاة المسلمين يمشون عليه مسافة ثم يقعون منه ومن العصاة من تأخذه الكلاليب الموجودة على جانبيه فيكاد يقع ثم تفلته فيمر على الصراط ومنهم من يعبر الصراط مشيا. ومن الناس من يرده ورود مرور فى هوائه من غير أن تمسه قدمه وهم الصالحون وهؤلاء منهم من يـمر كالبرق الخاطف ومنهم من يـمر كطرفة عين على حسب عمله وهؤلاء يصدق عليهم أنهم وردوا النار من غير أن يدخلوا فيها لأنه ليس من شرط الورود المذكور فى القرءان بقوله تعالى ﴿وإن منكم إلا واردها﴾ دخولها. فالأنبياء والصالحون والشهداء والأطفال لا يدخلون النار قال تعالى ﴿إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون﴾. والصراط أحد طرفيه فى الأرض المبدلة والطرف الآخر فيما يلى الجنة بعد النار أى قبل الجنة وبعد النار. وقد ورد فى صفة الصراط أنه دحض مزلة أى أملس تزل منه الأقدام أما ما ورد أنه أحد من السيف وأدق من الشعرة كما روى مسلم عن أبى سعيد الخدرى فالمراد بذلك وصف خطره وليس المراد ظاهره لأنه ليس دقيقا كالشعرة إنما هو عريض لكنه شىء مخوف لأنه أملس يخاف الانزلاق منه. وقد ورد فى صحيح مسلم أنه تجرى بهم أعمالهم فإن يسر العبور عليه وعسره على قدر الطاعات والمعاصى.