ما هو الدليل على أن المسلم إذا تلفظ بكلمة الكفر عامدا يكفر
قال الله تعالى ﴿ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيـمانكم﴾ وقال رسول الله ﷺ إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوى بها فى النار سبعين خريفا رواه الترمذى، أى أن الإنسان قد يتكلم بكلمة لا يرى فيها ضررا ولا يعتبرها معصية ينزل بسببها فى نار جهنم سبعين عاما حتى يصل إلى قعرها ولا يصل إلى قعر النار إلا الكافر. وهذا الحديث دليل على أنه لا يشترط فى الوقوع فى الكفر معرفة الحكم أى معرفة أن ما قاله كفر لأن النبى ﷺ حكم على قائل الكلمة الكفرية بالعذاب فى قعر النار مع كونه غير عالم بالحكم لأنه لا يظن فيها ضررا كما جاء فى الحديث. ولا يشترط فى الوقوع فى الكفر انشراح الصدر فمن قال كلاما كفريا كفر ولو كان غير راض بالكفر ولا قاصدا الكفر، ولا يشترط اعتقاد معنى اللفظ فمن تلفظ بالكفر بإرادته أى بغير سبق لسان وهو يفهم المعنى كفر ولو كان لا يعتقد معنى الكلام الذى قاله وليس كما يقول سيد سابق المصرى فى كتابه المسمى فقه السنة إن المسلم لا يعتبر خارجا عن الإسلام ولا يحكم عليه بالردة إلا إذا انشرح صدره بالكفر واطمأن قلبه به ودخل فى دين غير الإسلام بالفعل. فكلامه هذا ضد القرءان والحديث وضد إجماع المسلمين وهو ضلال مبين والعياذ بالله فاحذروه وحذروا منه.