ما هو التكبر
التكبر هو رد الحق على قائله مع العلم بأن الحق مع القائل فيستعظم أن يرجع إلى الحق من أجل ذلك واستحقار الناس وهو أن ينظر إلى غيره بعين الاحتقار وإلى نفسه بعين التعظيم وهو من الكبائر قال رسول الله ﷺ لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر أى لا يدخلها مع الأولين بل يدخلها بعد سبق عذاب إن لم يعف الله عنه. وقد نهى الله تعالى عباده عن التكبر قال الله تعالى فى سورة لقمان ﴿ولا تصعر خدك للناس ولا تمش فى الأرض مرحا﴾ أى لا تعرض عنهم متكبرا بل أقبل على الناس بوجهك متواضعا ولا تمش مشية الكبر والفخر. وقد ورد فى الحديث الذى رواه البخارى فى الأدب المفرد أن المتكبرين يحشرون يوم القيامة كأمثال الذر أى بحجم النمل الأحمر الصغير وصورة بنى ءادم يطؤهم الناس بأقدامهم إهانة لهم ولا يموتون. والتكبر مذموم فى وجه المؤمن وغير المؤمن لذلك الأنبياء لما دعوا الكفار إلى الدين ما كانوا متكبرين عليهم لأنهم لو كانوا متكبرين فى وجوه الكفار لنفروا عنهم ويدل على ذلك أن رجلا من اليهود فى المدينة عامل النبى ﷺ ببيع إلى أجل ثم جاء اليهودى إلى النبى ﷺ قبل حلول الأجل فقال يا بنى عبد المطلب إنكم مطل معناه أنت يا محمد وعشيرتك تماطلون الدين فلم يعنفه النبى ﷺ ولا أظهر الغضب منه ليدعوه ذلك إلى التفكر فى شأن الرسول من حيث تواضعه وحلمه فيميل إلى الدخول فى الإسلام ثم أمر النبى ﷺ بوفاء دينه على وجه الإحسان فأسلم اليهودى لأنه أراد أن يمتحنه هل يجد فيه العلامات التى هى مذكورة فى بعض الكتب القديمة من صفة محمد فلما رءاها أسلم.