ما معنى قول الله تعالى فى الحديث القدسى فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها
هذا حديث قدسى صدّره رسول الله ﷺ بقال الله تعالى وفيه بيان أن أعظم ما يتقرب به إلى الله أداء فرائض الله فالعبد التقى إذا أدى جميع الواجبات واجتنب جميع المحرمات وأكثر من نوافل الطاعات صار محبوبا عند الله أى وليا من أولياء الله. والقرب فى هذا الحديث هو القرب المعنوى لأن القرب بالمسافة مستحيل على الله. والله تعالى إذا أحب عبدا حفظ جوارحه كيده ورجله من أن يغرق بها فى معصية الله وجعل فى جوارحه سرا فصار يرى ما لا يراه غيره ويسمع ما لا يسمعه غيره من عوام الناس. فمعنى كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها أعطيه قوة غريبة فى سمعه وبصره ويده ورجله وأحفظها له من أن يغرق بها فى معصية الله. فهذا سيدنا عمر رضى الله عنه رأس أهل الكشف فى أمة سيدنا محمد ﷺ كان يخطب على المنبر فقال يا سارية الجبل الجبل وسارية كان قائدا لجيش المسلمين فى نهاوند وهى بلاد بعيدة عن المدينة المنورة. الله أراه أرض المعركة فرأى أن الكفار يريدون أن يغيروا على جيش المسلمين من ناحية الجبل فقال سيدنا عمر يا سارية الجبل الجبل يعنى انتبه إلى ناحية الجبل فسمعه سارية مع بعد المسافة بينهما فسيطر على الجبل وغلب العدو. ولما سئل سيدنا عمر لم قلت يا سارية الجبل الجبل فقال من تواضعه كلام ألقى فى بالى أى ألهمنى الله أن أقول ذلك. وكذلك أعطى الله سيدنا عليا قوة فى يده فحمل باب خيبر اتخذها درعا وهى باب ثقيلة جدا لا يستطيع إنسان أن يحملها وحده عادة. وبعض الأولياء يسلمون على النبى ﷺ فيسمعون رد السلام من النبى ﷺ وبعض الأولياء بخطوة واحدة يصل إلى مكة. اللهم اجعلنا من عبادك الأولياء الصالحين يا أرحم الراحمين.