ما معنى قوله تعالى ﴿الرحمٰن على العرش استوى﴾
فسره بعض العلماء بالقهر لكن لا يقطع بأن مراد الله بالاستواء على العرش القهر إنما يظن ظنا راجحا. ومعنى قهر الله للعرش الذى هو أكبر المخلوقات حجما أن العرش تحت تصرف الله هو أوجده وحفظه وأبقاه، حفظه من الهوى والسقوط ولولا حفظ الله له لهوى وتحطم. أما من يفسر الاستواء بالجلوس أو الاستقرار فيقول إن الله جالس على العرش أو مستقر عليه أو محاذ له بوجود فراغ بينه وبين العرش فهو كافر لأنه لم يعرف الله. فتحمل الآية على القهر أو يقال استوى استواء يليق به أو استوى بلا كيف. والكيف المنفى عن الله هو ما كان من صفات الخلق كالجلوس والاستقرار والمحاذاة أى كون الشىء فى مقابل شىء والتحيز فى المكان والجهة. وهذه الآية ﴿الرحمٰن على العرش استوى﴾ من الآيات المتشابهة وقد ورد عن النبى ﷺ اعملوا بمحكمه (أى القرءان) وءامنوا بمتشابهه رواه ابن حبان فى صحيحه. وءامنوا بمتشابهه أى من غير أن تتوهموا أن معانيه من صفات الأجسام فقد نقل البيهقى فى كتاب المعتقد بإسناده عن الأوزاعى ومالك وسفيان والليث بن سعد أنهم سئلوا عن الآيات المتشابهة فقالوا أمروها كما جاءت بلا كيفية، أى ءامنوا بها ولا تفسروها تفسيرا فاسدا بنسبة الكيفية إلى الله. وليعلم أن الاستواء فى لغة العرب له خمسة عشر معنى منها ما لا يليق بالله كالجلوس والاستقرار فلا تحمل الآية عليه ومنها ما يليق بالله كالقهر لقوله تعالى ﴿وهو القاهر فوق عباده﴾.