ما معنى حديث البخارى خلق الله ءادم على صورته
اعلم أن المشبهة يحملون هذا الحديث على ظاهره فيثبتون الشكل والصورة لله عز وجل أما أهل السنة فيقولون الإضافة فى هذا الحديث إضافة الملك بمعنى التشريف، خلق الله ءادم على صورته أى خلقه على الصورة التى جعلها مشرفة كما إذا قلنا عن الكعبة بيت الله فهذه إضافة الملك والتشريف قال الله تعالى عن الكعبة ﴿بيتى﴾ ليفهمنا أن الكعبة مشرفة عنده وليس معناه أن الله يسكنها. أما من قال خلق الله ءادم على صورته أى خلقه على صورة تشبه الله فقد كفر، فلم يبق تفسير صحيح للحديث إلا أن يقال إضافة الملك إلى مالكه بمعنى التشريف أو أن يقال على ما هو الغالب عند السلف وهم أهل القرون الثلاثة الأولى خلق الله ءادم على صورته بلا كيف أى من غير أن نعتقد أن لله شكلا وصورة وهيئة. قال الإمام أبو سليمان الخطابى إن الذى يجب علينا وعلى كل مسلم أن يعلمه أن ربنا ليس بذى صورة ولا هيئة (أى منزه عن الحجم والمقدار والشكل والصورة) فإن الصورة تقتضى الكيفية (معناه من كان حجما مركبا من أجزاء لا بد من اتصافه بصفات الأحجام كالحركة والسكون والصغر والكبر ونحوها) وهى (أى الكيفية) عن الله وعن صفاته منفية (أى أن الله منزه عن الاتصاف بصفات المخلوقين وصفاته ليست حادثة) رواه البيهقى فى الأسماء والصفات.