ما معنى الوجه إذا أضيف إلى الله فى القرءان والحديث
اعلم أن الوجه فى لغة العرب له معان كثيرة فهو يأتى بمعنى الجزء المركب على البدن ويأتى بمعنى قصد التقرب إلى الله كقول القائل فعلت كذا وكذا لوجه الله أى عملت كذا وكذا تقربا إلى الله وامتثالا لأمر الله ويأتى بمعنى الذات كما فى قوله تعالى ﴿كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام﴾. ﴿كل من عليها فان﴾ أى أن كل من على وجه الأرض يفنى وفناء البشر والجن معناه مفارقة أرواحهم لأجسادهم، و﴿ويبقى وجه ربك﴾ أى ذات ربك أى يبقى الله، و﴿ذو الجلال والإكرام﴾ معناه أن الله يستحق أن يجل فلا يجحد ولا يكفر به أى أنه يستحق منا أن نعظمه ولا يجوز لنا أن ننكر وجوده أو أن نكفر به وهو المكرم أهل ولايته بالفوز والنور التام يوم القيامة. ويأتى الوجه بمعنى الملك كما فى قوله تعالى ﴿كل شىء هالك إلا وجهه﴾ قال البخارى أى إلا ملكه وملك الله أى سلطانه صفة من صفاته الأزلية فالله تعالى له سلطان على هذا العالم وسلطانه لا يفنى وقيل إلا وجهه أى الأعمال الصالحة فإنها تبقى. ويأتى الوجه بمعنى القبلة كما فى قوله تعالى ﴿فأينما تولوا فثم وجه الله﴾ أى فثم قبلة الله، جاء هذا التفسير عن مجاهد تلميذ ابن عباس فإنه فسر الوجه بالقبلة أى لصلاة النفل فى السفر على الراحلة أى الدابة أو ماشيا. ويأتى الوجه بمعنى الطاعة كما فى حديث ابن حبان المرأة عورة (أى أغلب بدنها عورة) فإذا خرجت استشرفها الشيطان (أى اهتم بها ليفتن بها غيرها) وأقرب ما تكون المرأة إلى وجه الله (أى إلى طاعة الله) إذا كانت فى قعر بيتها. أما من يعتقد أن الوجه إذا أضيف إلى الله فى القرءان أو الحديث معناه الجزء الذى هو مركب على البدن فهو لم يعرف ربه لأن هذه هيئة الإنسان والملائكة والجن والبهائم فكيف يكون خالق العالم مثلهم والله يقول ﴿ليس كمثله شىء﴾.