ما معنى المثلية التى نفاها الله عن نفسه بقوله ﴿ليس كمثله شىء﴾
المثلية المنفية عن الله بقوله تعالى ﴿ليس كمثله شىء﴾ هى المثلية من جميع الوجوه أى لا يوجد شىء يماثله من جميع الوجوه ولا من بعض الوجوه فلا يوجد ذات مثل ذاته لأن ذاته ليس جسما مؤلفا من أجزاء وليس لغيره صفة كصفته أو فعل كفعله فقوله تعالى ﴿ليس كمثله شىء﴾ معناه أن الله تعالى لا يشبهه شىء من المخلوقات بأى وجه من الوجوه لأن الله تعالى ذكر لفظ شىء فى سياق النفى والنكرة إذا جاءت فى سياق النفى فهى للشمول فالله تعالى نفى بهذه الجملة عن نفسه مشابهة كل أفراد المخلوقات ولم يقيد نفى الشبه عنه بنوع من أنواع المخلوقات قال تعالى ﴿هل تعلم له سميا﴾ أى مثلا أى ليس له مثيل ولا شبيه وقال الإمام أبو حنيفة فى الفقه الأكبر أنى يشبه الخالق مخلوقه أى لا يشبه الخالق مخلوقه. ويشمل نفى مشابهة الله لخلقه تنزيهه تعالى عن الكمية والكيفية والتنزيه هو نفى ما لا يليق بالله عن الله. والكمية هى مقدار الحجم وأما الكيفية فهى كل ما كان من صفات الخلق. أما الاتفاق باللفظ كأن يقال عن الله حى وعن المخلوق حى فليس ذلك مماثلة لأن حياة الله أزلية ليست بروح وجسد وإذا قيل عن الله موجود وعن المخلوق موجود فليس ذلك مماثلة لأن وجود الله أزلى ووجود المخلوق حادث.