ما فضل العلم والعلماء
روى الحافظ الترمذى فى جامعه من حديث أبى أمامة الباهلى رضى الله عنه أنه قال كان رجلان على عهد رسول الله ﷺ أحدهما عابد والآخر عالم فقال رسول الله ﷺ فضل العالم على العابد كفضلى على أدناكم (أى فرق كبير بين منزلة العالم ومنزلة العابد كما أن بين منزلة الرسول ومنزلة أدنى الصحابة منزلة فرق كبير) وإن الله وملائكته حتى الحيتان فى البحر ليصلون على معلمى الناس الخير. هذا العابد كان حق العابد وهذا العالم كان حق العالم ومع ذلك قال الرسول ﷺ فضل العالم على العابد كفضلى على أدناكم، فهذا يدل على فضل العلم والعلماء لأن العابد وإن كان يعمل العبادة على الوجه الصحيح فهو يفيد نفسه أما العالم فيفيد نفسه ويفيد غيره لذلك كان له مرتبة عظيمة عند الله قال الله تعالى ﴿يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾. فعليكم بتعلم علم الدين فإنه سبيل النجاة فالإنسان الذى يريد النجاة فى الآخرة ويريد النجاة من عذاب القبر لا بد أن يتعلم علم الدين من أهل المعرفة الثقات فقد قال الإمام الجليل محمد بن سيرين إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم. سيدنا محمد ﷺ الذى هو أفضل الخلق علمه جبريل عليه السلام ثم الرسول ﷺ علم الصحابة والصحابة علموا التابعين. فلا ينبغى للمؤمن أن يشبع من علم الدين فقد روى الترمذى أن رسول الله ﷺ قال لا يشبع مؤمن من خير يسمعه حتى يكون منتهاه الجنة. اللهم فقهنا فى الدين وأدخلنا الجنة مع الأولين.