ما حكم من يقول أنا رب النجارين
اعلم أن الله تعالى خالق كل شىء ولا خالق سواه قال الله تعالى ﴿هل من خالق غير الله﴾ أى لا خالق إلا الله وقال تعالى ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ أى مالك العالمين بمعنى خالقهم. أما من يقول أنا رب النجارين فإنه يكفر لأنه جعل نفسه ربا للعباد فلا معنى له إلا أنه خالقهم بخلاف ما لو قال أنا رب النجارة بمعنى أنى خبير بها فإنه لا يكفر بل هو جائز. وكذلك من كان يملك شيئا كدابة فيجوز أن يقال فلان رب هذه الدابة بمعنى مالكها كما جاء فى الحديث الصحيح الذى أخرجه ابن شاهين فى دلائل النبوة أن الرسول ﷺ قال من رب هذا الجمل فجاء فتى من الأنصار فقال هذا لى فقال له رسول الله ﷺ ألا تتقى الله فى هذه البهيمة التى ملكك الله إياها فإنه شكا إلى أنك تجيعه وتدئبه، أى تتعبه. وكذلك العبيد المملوكون والإماء المملوكات فإنه يصح أن يقال فلان رب هؤلاء العبيد ورب هؤلاء الإماء بمعنى مالكهم أما قول فلان رب العائلة أو رب الأسرة فهو قبيح لا يجوز لأنه لا يملكهم لكن من قال فلان رب العائلة أو رب الأسرة ويظن أنها تطلق على معنى من يكفى عياله حاجاتهم فلا نكفره بل ننهاه عن ذلك. والتعبير الصحيح أن يقال فلان صاحب العيال أو معيل العيال لأن الأسرة فى اللغة هم أقارب الرجل الذكور من جهة أبيه لا غير. وأما الرب بالألف واللام فهو من الأسماء الخاصة بالله قال ابن منظور فى لسان العرب ولا يقال الرب فى غير الله إلا بالإضافة أى مع قيد كقول فلان رب البيت أى مالك البيت.