ما حكم من قبح ما حسنه الشرع أو حسّن ما قبحه الشرع
اعلم أن الله تعالى خالق كل شىء خلق كل شىء لحكمة وأمر عباده بفعل الواجبات وفعل المستحبات ونهاهم عن فعل المحرمات وفعل المكروهات وكل ما أمر الله به ونهى عنه فهو لحكمة لأن فعل الله لا يخلو من حكمة سواء عرفنا الحكمة منه أو لم نعرف. وكل ما أمرنا الله به فهو حسن لأن الله حكيم لا يأمر إلا بالخير. فالحسن هو ما حسنه الشرع والقبيح هو ما قبحه الشرع. والحسن هو ما أمر الشرع بفعله سواء كان واجبا كالصلاة أو مستحبا كتشميت العاطس أى أن يقال لمن عطس يرحمك الله فمن فعله بنية حسنة فله ثواب وأما القبيح فهو ما نهى الشرع عن فعله أى أمر الشرع بتركه سواء كان مكروها كالأكل باليد اليسرى أو محرما كالكذب فمن تركه بنية حسنة فله ثواب، فلا يجوز تقبيح الحسن أو تحسين القبيح لأنه يؤدى إلى تكذيب الله ورسوله ﷺ فمن قبح ما حسنه الشرع مع علمه بأنه حسن كأن ذم لبس الحجاب للمرأة أو حسن ما قبحه الشرع مع علمه بأنه قبيح كأن استحسن الكذب كفر والعياذ بالله تعالى.