ما حكم من أنكر عذاب القبر
اعلم أن عذاب القبر ثابت بالقرءان والحديث وإجماع الأمة من أنكره فهو كافر مكذب لله ورسوله وممن نقل الإجماع على وجود عذاب القبر الإمام الكبير أبو الحسن الأشعرى فى الإبانة والإمام الحافظ الفقيه أبو جعفر الطحاوى فى عقيدته وابن القطان فى كتابه الإجماع وقال الإمام أبو منصور البغدادى المتوفى سنة أربعمائة وتسع وعشرين فى كتابه الفرق بين الفرق وقطعوا أى أهل السنة والجماعة بأن المنكرين لعذاب القبر يعذبون فى القبر أى لكفرهم وقال ابن العطار الشافعى فى العدة فى شرح العمدة فى أحاديث الأحكام ما نصه فقوله ﷺ عند مروره بالقبرين (أى قبرى اثنين مسلمين) إنهما ليعذبان دليل على إثبات عذاب القبر وهو مذهب أهل السنة وهو مما يجب اعتقاد حقيقته وهو مما نقلته الأمة متواترا فمن أنكر عذاب القبر أو نعيمه فهو كافر لأنه كذب الله ورسوله ﷺ فى خبرهما. والكافر المكلف الذى مات من غير توبة من كفره يعذب فى قبره ويكون عذابه بالروح والجسد قال الله تعالى ﴿النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا ءال فرعون أشد العذاب﴾ وقال تعالى ﴿ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا﴾ أى من أعرض عن الإيمان بالله ورسوله يعذب فى قبره وهذا هو المراد بالآية ﴿معيشة ضنكا﴾ أى معيشة ضيقة فى القبر كما فسرها النبى ﷺ وروى ذلك ابن حبان والطبرانى من طريق أبى هريرة رضى الله عنه. وروى البخارى ومسلم عن عائشة رضى الله عنها أن النبى ﷺ كان يدعو فى الصلاة اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات وروى مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال قال رسول الله ﷺ إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال. فيعلم من ذلك أن عدنان إبراهيم الذى يدعى الإسلام وينكر عذاب القبر هو مكذب لله ورسوله لا يستحى من الله ولا من المسلمين فإنه يدعو إلى الخروج على القرءان والحديث والإجماع وهل بعد الإجماع إلا الضلال.