ما حكم من أنكر القدر
اعلم أن القدر صفة لله ومعنى القدر إيجاد الله الأشياء على حسب علمه ومشيئته الأزليين ويقال بعبارة أخرى القدر هو جعل كل شىء على ما هو عليه. فيجب اعتقاد أن كل ما دخل فى الوجود من خير أو شر فهو بتقدير الله الأزلى وهذا معنى قوله ﷺ وتؤمن بالقدر خيره وشره. أما من أنكر القدر فهو كافر بالإجماع كالقدرية أى المعتزلة القائلين بأن العبد يخلق أفعاله الاختيارية وتبعهم فى هذه العقيدة الفاسدة محمد راتب النابلسى فقال إن أعمال العباد ليست من قضاء الله وقدره وفى هذا تكذيب للقرءان والحديث قال الله تعالى ﴿إنا كل شىء خلقناه بقدر﴾ وقال تعالى ﴿وخلق كل شىء فقدره تقديرا﴾ وقال رسول الله ﷺ كل شىء بقدر حتى العجز والكيس رواه مسلم، والعجز هو الضعف فى الفهم والإدراك ويقال العجز هو ضعف الهمة وفتورها أما الكيس فهو الذكاء والفطانة. وقال الإمام أبو حنيفة فى الفقه الأكبر والطاعة كلها ما كانت واجبة بأمر الله تعالى ومحبته وبرضائه وعلمه ومشيئته وقضائه وتقديره والمعاصى كلها بعلمه وقضائه وتقديره ومشيئته لا بمحبته ولا برضائه ولا بأمره. فيعلم من ذلك أنه لا يجوز قول الله لا يقدر أو لا قدر الله لأنه مخالف للشرع والعقل وكذلك لا يجوز قول سخرية القدر ومن قال ذلك وفهم منه الاستخفاف بتقدير الله كفر أما من كان يفهم منه أنه حصل به أشياء بتقدير الله فصار الناس يستهزءون به ويسخرون منه فلا يكفر. ويجب التحذير من قول أبى القاسم الشابى إذا الشعب يوما أراد الحياة ¤¤¤ فلا بد أن يستجيب القدر، لأنه جعل بقوله هذا مشيئة الله تابعة لمشيئة العباد فإنه معارض لقول الله تعالى ﴿وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين﴾.