ما حكم تنجيس المسجد أو تقذيره
اعلم أن المساجد أحب بقاع الأرض إلى الله لأنها بنيت لعبادة الله فيحرم تنجيسها بنجس كبول أو تقذيرها بطاهر مستقذر كالبصاق والمخاط لأن حفظ المسجد من ذلك من تعظيم شعائر الله قال الله تعالى ﴿ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب﴾. وأما تلطيخ المسجد بالقاذورات أو النجاسات استخفافا بالمسجد لأنه مكان الصلاة فهو كفر. ويجوز البصق فى المسجد المفروش بالحصى ونحوه بنية أن يدفن أما أن يبصق فيه بدون نية أن يدفن هذا البصاق فهو حرام فقد ثبت أن الرسول ﷺ بصق فى مسجده ثم دفن البصاق بقدمه اليسرى وعلى هذا يحمل حديث البصاق فى المسجد خطيئة وكفارتها دفنها رواه البخارى. ويحرم رمى ما يؤذى المصلين على الحصر والسجاجيد فى أرض المسجد كرمى قشر البزر أو الأظافر أو فتات الخبز بحيث يلصق بثوب المصلى عند القعود وبجبهته عند السجود وبرجله عند القيام والسير. ومن أحكام المساجد أنه يحرم على الحائض والنفساء والجنب المكث فيها. والصلاة المفروضة فى المسجد أفضل من الصلاة فى البيت أما النفل فى البيت فهو أفضل وأعظم ثوابا. والاعتكاف فى المسجد أى المكث فيه ولو مدة يسيرة بنية حسنة فيه ثواب وهو مع الذكر وتلاوة القرءان أعظم أجرا. ومن أحكام المساجد كراهة البيع والشراء فيها قال رسول الله ﷺ إذا رأيتم من يبيع فى المسجد أو يبتاع فقولوا له لا بارك الله لك رواه الترمذى. والكلام فى المسجد فى أمور الدنيا بما ليس فيه معصية جائز ولا يذهب شيئا من الثواب فلا يجوز القول الكلام فى المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب فقد ثبت أن الرسول ﷺ كان فى المسجد مع جمع من أصحابه وكان الصحابة يتذاكرون ما حصل فى الجاهلية أى قبل دخولهم فى الإسلام من أحوال الناس وأعمالهم فيضحكون والرسول يتبسم روى ذلك الترمذى وصححه. ويجوز الجلوس فى المسجد ولو مع مد الرجلين إلى جهة القبلة إنما المنهى عنه هو مد الرجلين إلى المصحف أو إلى كتاب علم شرعى أو إلى اسم من أسماء الله تعالى إن كان قريبا. ومن أحكام المساجد جواز المبيت فيها للغريب وغيره فقد كان عبد الله بن عمر رضى الله عنهما يبيت فى مسجد رسول الله ﷺ ولم ينكر عليه أحد.