ما الدليل على أن الكافر محروم من رحمة الله فى الآخرة ولا يخفف عنه العذاب فى جهنم
اعلم أن الكافر محروم من رحمة الله فى الآخرة لقوله تعالى ﴿ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة﴾ أى أهل النار ينادون أهل الجنة إما يرونهم عيانا مع بعد المسافة بين الجنة والنار فى وقت من الأوقات وإما يسمعون صوتهم فيطلبون من الضيق الذى هم فيه ﴿أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين﴾ أى حرم على الكافرين الرزق النافع والماء المروى فى الآخرة فلا يجدون ماء باردا مرويا إنما يشربون الحميم وهو الماء المتناهى فى الحرارة وما يسيل من جلود أهل النار بعد أن تحترق لأنهم أعرضوا عن الإيمان بالله ورسوله فكفروا وقصدوا البقاء على الكفر فكان جزاؤهم عذابا لا ينقطع. وقال تعالى ﴿ورحمتى وسعت كل شىء﴾ أى أن رحمة الله وسعت فى الدنيا كل مؤمن وكافر ﴿فسأكتبها للذين يتقون﴾ أى أخصها فى الآخرة للذين يجتنبون الشرك وسائر أنواع الكفر. ولا يخفف العذاب عن الكفار فى جهنم لقوله تعالى ﴿خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب﴾ وقوله تعالى ﴿ولا يخفف عنهم من عذابها﴾ وقد ورد أن الكفار فى جهنم يستغيثون بمالك خازن النار فيجيبهم بعد ألف سنة إذلالا لهم واستغاثتهم به ليست للخروج من النار بل يطلبون الموت من شدة العذاب قال تعالى ﴿ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون﴾. أما ما يدعيه خالد الجندى أن الله يرحم الكافرين فى الآخرة وأن الكفار يخفف عنهم العذاب فى جهنم فهو تكذيب للقرءان ورد للنصوص الشرعية ورد النصوص كفر كما قال النسفى رحمه الله.