ما الدليل على أن الإسلام شرط لقبول الأعمال الصالحة
قال الله تعالى ﴿ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا﴾ وجاء فى صحيح مسلم عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت قلت يا رسول الله ابن جدعان كان فى الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه قال لا ينفعه إنه لم يقل يوما رب اغفر لى خطيئتى يوم الدين، معناه ما كان يؤمن باليوم الآخر فاعتبر الرسول ﷺ عمل عبد الله بن جدعان من التصدق على المحتاجين وصلة الرحم وغير ذلك من أمور الخير غير نافع له لأنه لم يكن يؤمن بالله واليوم الآخر. وعبد الله بن جدعان هو من عشيرة سيدنا أبى بكر الصديق رضى الله عنه، كان فى بدء أمره مفسدا شريرا مؤذيا حتى إن أباه من شدة ما كرهه ومل منه قال له أمام جمع من الناس أنت لست ابنى ثم طرده فكره الحياة فقال أطلب الموت فخرج خارج مكة فتوجه إلى جبل فوجد شقا قال أدخل هذا الشق لعل فيه ما يريحنى من الحياة فدخل فوجد ثعبانا كبيرا عيناه جوهرتان مضيئتان فظنه ثعبانا حقيقيا فاقترب منه فوجده ثعبانا مصنوعا من الذهب ووجد فى الشق رجالا ليسوا من أهل ذلك الزمان وكانوا هاربين من ملك قصد بلادهم وكانوا لا يستطيعون دفعه فأخذوا ما أخذوا من المال والذهب ودخلوا هذا الشق ليعيشوا فيه إلى أن يموتوا أو يأتى الفرج. ووجد ابن جدعان كوما من ذهب وكوما من فضة فأخذ من الذهب ما استطاع فى ردائه ورجع إلى قومه فصار يوزع الذهب بينهم فأحبوه وجعلوه سيدا لهم. صار يحسن إلى الناس ويقرى الضيف ويصل أرحامه فكان مشهورا بهذا بين العرب لكن بما أنه كان على عبادة الوثن ولم يكن يؤمن باليوم الآخر أى كان كافرا لا يؤمن بالبعث بعد الموت ومات على ذلك فلا ينفعه شىء من عمله يوم القيامة. وجاء فى صحيح البخارى أن رجلا مشركا أراد أن يقاتل مع قومه المسلمين فقال يا رسول الله أقاتل أم أسلم فقال له الرسول أسلم، فأسلم فقاتل فقتل فقال الرسول ﷺ عمل قليلا وأجر كثيرا، أى لأنه نال الشهادة بعد أن هدم الإسلام كل ذنب قدمه فالفضل للإسلام لأنه لو لم يسلم لم ينفعه أى عمل يعمله. قال الغزالى لا تصح العبادة إلا بعد معرفة المعبود أى أن من لم يعرف الله بل يشبهه بخلقه أو يعتقد أنه ساكن فى السماء أو أنه جالس على العرش أو يصفه بصفة من صفات البشر فهذا عبادته تكون لشىء تخيله فى مخيلته فيكون مشركا بالله فلا تصح عبادته كالوهابية أدعياء السلفية. هؤلاء الوهابية عندهم إثبات أصل الجلوس لله ليس تشبيها له بخلقه فيقولون الله جالس لا كجلوسنا فأين عقولهم الجلوس كيفما كان هو من صفات الخلق، كيف يقال الله جالس على العرش هذا شتم لله، على زعمهم عظموا الله، هذا ليس تعظيما جعلوه كخلقه له نصف أعلى ونصف أسفل خلقه يجلسون البقر والحمار والكلب والخنزير والبشر والجن والملائكة يجلسون، جعلوه كخلقه ما مدحوه. فالذى يصف الله بصفة من صفات البشر لا يكون مسلما لأنه شتم الله قال رسول الله ﷺ قال الله تعالى شتمنى ابن ءادم ولم يكن له ذلك وفسر ذلك بقوله وأما شتمه إياى فقوله اتخذ الله ولدا رواه البخارى. عظمة الله أنه لا يشبه شيئا.