ماذا ينبغى للمسلم المتيقظ أن يعمل فى نهاره
اعلم أن الاستيقاظ باكرا أمر مستحسن شرعا لقوله ﷺ بورك لأمتى فى بكورها رواه ابن حبان. ويسن للمسلم إذا استيقظ من نومه أن يقول الحمد لله الذى أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور معناه نحمد الله أن جعلنا نستيقظ من نومنا ونعيش ولم يمتنا ونحن نائمون وهو الذى يحيينا بعد موتنا للبعث. ويسن أن يستعمل السواك عند القيام من النوم وأن ينوى فعل الواجبات واجتناب المحرمات تقربا إلى الله. وإذا أراد الدخول إلى بيت الخلاء لقضاء الحاجة يقول بسم الله اللهم إنى أعوذ بك من الخبث والخبائث ثم يدخل برجله اليسرى ويقضى حاجته ثم ينوى أنه يستنجى ويفعل السنن ويترك المكروهات ابتغاء الأجر من الله ولا يستنجى بيمينه ولا يذكر الله فى بيت الخلاء بلسانه لأنه مكروه ثم يخرج برجله اليمنى ويقول غفرانك الحمد لله الذى أذهب عنى الأذى وعافانى. ثم يتجه إلى القبلة بعد أن يتوضأ ويرفع بصره ويقول أشهد أن لا إلـه إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم يخفض بصره ويقول اللهم اجعلنى من التوابين واجعلنى من المتطهرين سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. ثم يتجه إلى القبلة ويؤذن ويصلى على النبى ﷺ ويقول اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ءات محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذى وعدته. ثم يصلى سنة الصبح ثم يقيم الصلاة ويصلى الصبح جماعة مع أهله أو غيرهم وينبغى أن يخشع فى صلاته لينال الثواب من الله. وينبغى أن يصلى بثوبين قميص طويل ورداء وأن يضع على رأسه قلنسوة ويسن له أن يستاك وأن يتخذ سترة وأن يفرج بين قدميه شبرا. ويسن أن يقول قبل أن يدخل فى الصلاة اللهم ءاتنا أفضل ما تؤتى عبادك الصالحين. فإذا ذكر الله وتوضأ وصلى أصبح نشيطا طيب النفس قال رسول الله ﷺ يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان رواه البخارى. وينبغى أن يقرأ ءاية الكرسى بعد كل صلاة فقد ورد فى الحديث أن من قرأ ءاية الكرسى فى دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت، معناه يصعد روحه إلى الجنة بعد موته فورا ثم يعود إلى الجسد. وينبغى أن يقرأ المعوذتين بعد كل صلاة مكتوبة فإن قراءة المعوذتين عقب كل صلاة شىء عظيم قال رسول الله ﷺ ما تعوذ المتعوذون بمثلهما، فلا يوجد مثل المعوذتين فى القرءان فى التعويذ. ثم يبدأ بقراءة أوراد التحصين فيقول بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شىء فى الأرض ولا فى السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات ويقول حسبى الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات ويقول أعوذ بكلمات الله التامات التى لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ فى الأرض وما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخيـر يا رحمٰن. ويستحب له إذا رأى وجهه فى المرءاة أن يقول الحمد لله اللهم كما حسنت خلقى فحسن خلقى وأن يقول إذا لبس ثوبا الحمد لله الذى كسانى هذا الثوب ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة وأن يقول إذا أراد أن يأكل أو يشرب بسم الله فإذا نسى يقول بسم الله أوله وءاخره. ويستحب أن يأكل بنية التقوى على طاعة الله وأن يقول بعد الانتهاء من الطعام والشراب الحمد لله الذى أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين. وإذا أراد الخروج لقضاء حاجاته أو لعمله يخرج من بيته برجله اليمنى ويقول بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله فقد ورد فى الحديث أن من قال ذلك يقال له كفيت ووقيت وهديت وتنحى عنه الشيطان أى مال عنه معناه إن قال ذلك الله يحفظه من الشياطين الذين يسرحون فى الطرقات فلا يستطيعون التعرض له. وإذا أراد استيداع بيته وأهله عند الخروج يقول اللهم إنى أستودعك بيتى هذا ومن فيه وما فيه وليس شرطا أن يشير إليه فقد روى الطبرانى والبيهقى عن ابن عمر رضى الله عنهما أنه قال سمعت رسول الله ﷺ يقول إن الله إذا استودع شيئا حفظه. ويستحب أن يقول إذا رأى فى طريقه مبتلى فى دينه أو دنياه الحمد لله الذى عافانى مما ابتلاك به وفضلنى على كثير ممن خلق تفضيلا وأن يقول إذا رأى ما يسره الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات وأن يقول إذا رأى ما يسوؤه الحمد لله على كل حال. وإذا التقى بأخيه المسلم يسلم عليه ويبتسم فى وجهه ويصافحه ويصلى على النبى ويقول اللهم اغفر لى ولأخى هذا فإذا فعل ذلك وفعل أخوه مثله يغفر لهما ما تقدم من ذنوبهما من الصغائر وقد يغفر الله لهما الكبائر فعن أنس بن مالك رضى الله عنه عن النبى ﷺ أنه قال ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان ويصليان على النبى إلا لم يتفرقا حتى يغفر لهما ذنوبهما ما تقدم منها وما تأخر رواه الحافظ ابن حجر العسقلانى. فينبغى للمسلم أن يكثر من الصلاة على النبى ﷺ وخاصة فى عصر يوم الجمعة وأن يذكر الله كثيرا وأن يصلى نوافل الصلوات وأن يشتغل بعلم الدين تعلما وتعليما بعد الانتهاء من العمل وأن يصوم يومى الاثنين والخميس من كل أسبوع. والرجل ينوى بعمله الإنفاق على أهله ابتغاء مرضاة الله والمرأة تنوى بتحضير الطعام وغسل الثياب الإحسان إلى الزوج والأولاد ابتغاء مرضاة الله والولد ينوى الإحسان إلى الوالدين ابتغاء مرضاة الله. وينبغى للمسلم أن يتذكر دائما أن ينوى النية الحسنة فى كل عمل صالح حتى ينال الأجر والثواب من الله تعالى فقد قال رسول الله ﷺ إنما الأعمال بالنيات وقال إنك ما تصدقت من صدقة تبتغى بها وجه الله حتى اللقمة تضعها فى فى امرأتك إلا أجرت عليها.