ماذا يقول من كان يشكو الأرق والوحشة والفزع
اعلم أن الرسول ﷺ كان يعلم أصحابه وردا ليحصنوا به أنفسهم وأولادهم. وكان سيدنا خالد ابن الوليد رضى الله عنه يشكو الأرق أى عدم النوم فعلمه رسول الله ﷺ هذا الورد بعينه أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون. وكذا ينفع هذا الورد لمن كان يشكو الفزع والوحشة أى يشعر بالضيق فى صدره. ولحصول السر لا بد من مد الألف فى التامة ست حركات. ومعنى أعوذ بكلمات الله أتحصن بكلام الله وكلام الله الذى هو صفة ذاته واحد أى غير متجزئ ولا متعدد ليس حرفا ولا صوتا ولا لغة لا يبتدأ ولا يختتم. وإنما قال بكلمات الله بصيغة الجمع تعظيما لكلام الله كما جاء فى القرءان ﴿قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا﴾ أى لو كان البحر حبرا يكتب به ما يدل عليه كلام الله لنفد البحر أى انتهى وما يدل عليه كلام الله لا ينتهى وإنما قال لكلمات ربى لتعظيم كلام الله لا لأن كلام الله متعدد، وكما جاء فى القرءان استعمال ضمير الجمع فى حق الله تبارك وتعالى ﴿إنا كل شىء خلقناه بقدر﴾ والله تعالى واحد وليس متعددا. ومعنى من غضبه من ءاثار غضبه. وعن زيد بن ثابت رضى الله عنه قال شكوت إلى رسول الله ﷺ أرقا أصابنى فقال قل اللهم غارت النجوم وهدأت العيون وأنت حى قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم يا حى يا قيوم أهدئ ليلى وأنم عينى فقلتها فأذهب الله عز وجل عنى ما كنت أجد. وإذا دخل الجنى فى شخص فقرأ عليه شخص بهمة قوية وقراءة صحيحة مائة مرة ﴿وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون﴾ فإنه يخرج منه مهما كان قويا بإذن الله.