لماذا تحذرون من أهل الضلال
اعلم أن تحذير المسلمين مما يضرهم فى دينهم أو دنياهم فرض مؤكد كتحذير من يمر بطريق فيه قطاع طريق يقتلون المسلمين ويأخذون أموالهم أو التحذير ممن يفتى الناس بخلاف شريعة الله أو يعلم الناس عقيدة تخالف عقيدة رسول الله ﷺ أما من يسكت عن هؤلاء ولم يحذر منهم فعليه ذنب كبير قال رسول الله ﷺ ليس منا (أى ليس على نهجنا الكامل) من لم يأمر بالمعروف وينه عن المنكر. والأمر بالمعروف معناه الأمر بأداء الواجبات أما النهى عن المنكر فمعناه النهى عن فعل المحرمات فيحرم السكوت عن الأمر بالمعروف وعن النهى عن المنكر بلا عذر شرعى بأن كان قادرا على ذلك ولم يفعل قال الله تعالى ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر﴾ وقال أبو على الدقاق الساكت عن الحق شيطان أخرس رواه القشيرى. وليعلم أن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لا يقرب أجلا ولا يقطع رزقا فينبغى للمؤمن أن يزيل المنكر الكفر وما دون الكفر من المحرمات فالإنسان لا يموت إلا بأجله ولا يأتى الإنسان رزق إلا الذى كتب الله له. وتعليم عقيدة أهل السنة والجماعة التى يعرف بها الكفر من الإيمان جهاد يكافح به كفر المجسمة والمشبهة وغيرهم من أهل الضلال فالذى يتقاعس اليوم عن نشر علم أهل السنة كالفار من الزحف ذنبه كبير. جهاد هؤلاء بالبيان من أفرض الفروض فمن تكاسل عنه فليعلم أنه استحق عذاب الله. فمن أوكد الواجبات الدفاع عن دين الله بالرد على هؤلاء الضالين والتحذير منهم. والذى يقوم بإنكار المنكر الاعتقادى والعملى فى هذا الزمن أجره كأجر خمسين من الصحابة بالنسبة لإنكار المنكر قال رسول الله ﷺ فإن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيها بمثل الذى أنتم عليه أجر خمسين قال أبو ثعلبة الخشنى يا رسول الله منا أو منهم قال بل منكم. هذا بالنسبة لثواب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لأن إنكار المنكر فى هذا الزمن أصعب من زمن الصحابة لأنه فى ذلك الزمن كان الأخ يساعد أخاه أما اليوم الأخ يحارب أخاه من أجل إنكار المنكر والعائلة قد تحاربه لأجل إنكار منكر. فلا يجوز السكوت عمن ينتهك حدود الشريعة مع القدرة على الإنكار وخاصة فى هذا الزمن الذى كثر فيه المفسدون كالوهابية وحزب الإخوان وحزب التحرير الذين يحرفون الدين فهؤلاء يجب الحذر والتحذير منهم فقد روى البخارى أن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه سأل رسول الله ﷺ هل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، قال حذيفة بن اليمان يا رسول الله صفهم لنا فقال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا. فهؤلاء أشد ضررا من الكفار المعلنين لأن تأثيرهم سريع فهم يدعون الإسلام ويقرؤون القرءان ويوردون ءايات منه أما الكافر المعلن الذى لا ينتسب إلى الإسلام إذا تحدث مع المسلمين المسلمون لا يأخذون كلامه فى أمر الدين.