السبت أكتوبر 12, 2024

لفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد

رَوَى ابْنُ عَبْدِ البَرِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَفِقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ»    مَعنَاهُ إِنْسَانٌ تَعَلَّمَ العَقِيدَةَ وَعَلِمَ الأَحْكَامَ، هَذَا أَشَدُّ عَلَى الشَّيطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ، يَعنِي مِنْ أَلْفِ إِنْسَانٍ تَجَرَّدَ لِلْعِبَادَةِ، يَصُومُ رَمَضَانَ وَغَيْرَهُ، وَيَقُومُ اللَّيَالِيَ، وَالنَّاسُ نَائِمُونَ، لَكنَّهُ لَمْ يَتَفَقَّهْ فِي الدِّينِ، إِنَّمَا هَمُّهُ أَنْ يُكْثِرَ مِنَ الصَّلاةِ وَالصِّيَامِ، وَيُكْثِرَ التَّرَدُّدَ إِلَى الْمَسَاجِدِ. أَهْمَلَ التَّعَلُّمَ مِنْ أَهْلِ الْمَعرِفَةِ وَتَرَكَهُ. فَيُفْهَمُ مِن هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ الفَقِيهَ، أَيِ العَالِمَ، يَسُدُّ عَلَى نَفسِهِ مَدَاخِلَ الشَّيْطَانِ لإِفْسَادِ عِبَادَتِهِ عَلَيْهِ، أَمَّا الْجَاهِلُ يُمَشِّي عَلَيهِ الشَّيطَانُ دَسَائِسَهُ، فَيَفْعَلُ الْعِبَادَةَ وَقَدْ أَدْخَلَ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ مَا يُفْسِدُ عِبَادَتَهُ وَهُوَ لا يَدْرِي فلذلك أذكركم أن الدليل إلى الفلاح والنجاح في الآخرة، والسبيل إلى السلامة من المهالك ومن دسائس الشيطان هو تعلم علم الدين الإسلامي، هذا فيه النجاة من مهالكَ في الدنيا ومهالكَ في الآخرة فكونوا في ازدياد وقوة وهمة في تعلم العلم والعمل به والإخلاص فيه ونشره بين الناس وفقكم الله والحمد لله رب العالمين.