كيف رُفع سيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء
اعلم أن سيدنا عيسى عليه السلام لم يقتل ولم يصلب إنما رفعه الله إلى السماء قال تعالى ﴿وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم﴾ وقال تعالى ﴿وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه﴾ أى إلى محل كرامته أى إلى المكان الذى هو مشرف عنده وهو السماء وليس معناه أن الله يسكن السماء لأنه موجود بلا مكان ولا جهة قال تعالى ﴿إنى متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا﴾ أى رافعك إلى السماء ومتوفيك بعد إنزالك إلى الأرض وهو قول عبد الله بن عباس ترجمان القرءان. ﴿ومطهرك من الذين كفروا﴾ أى مخلصك من الذين كفروا وهم اليهود، أوحى الله إليه أن اليهود يريدون قتله فقد روى ابن أبى حاتـم والنسائى بإسناد صحيح عن عبد الله بن عباس أنه قال كان عيسى مع اثنى عشر من أصحابه فى بيت فقال أيكم يلقى عليه شبهى ويقتل مكانى فيكون رفيقى فى الجنة فقام شاب أحدثهم سنا فقال أنا قال اجلس ثم عاد فعاد فقال اجلس ثم عاد فعاد الثالثة فقال عيسى عليه السلام أنت هو فألقى عليه شبهه فأخذ الشاب فصلب بعد أن رفع عيسى عليه السلام من روزنة فى البيت. والروزنة نافذة فى السطح يصعد إليها تكون فى زاوية من البيت. وبعد أن ينزل سيدنا عيسى عليه السلام إلى الأرض يمكث فيها أربعين سنة ثم يتوفى ويدفن فى الحجرة الشريفة بجوار سيدنا محمد ﷺ.