كيف أرد على المشبهة الوهابية القائلين بأن نفى الدخول والخروج عن الله نفى لوجود الله
اعلم أن الوهابية يعتقدون أن الله جسم لذلك يصفونه بالدخول والخروج ولا يعتقدون بوجود موجود ليس داخل العالم ولا خارجا عنه بل يعتبرون ذلك نفيا لوجود الله والعياذ بالله. فيقال لهم الله أزلى ولا أزلى سواه بدليل قوله تعالى ﴿هو الأول﴾ لأن المبتدأ والخبر معرفة وهذا يفيد الحصر أى هو وحده الأول الذى لا ابتداء لوجوده ويدل على ذلك قوله ﷺ كان الله (أى فى الأزل) ولم يكن شىء غيره رواه البخارى. فيفهم من ذلك أن العالم حادث مخلوق حدث وجوده بعد أن لم يكن وأن الله كان موجودا قبله فكما صح عقلا وجوده تعالى قبل خلق العالم من غير أن يكون داخل العالم ولا خارجه ولا فى جهة منه ولم يكن ذلك نفيا لوجوده تعالى فكذلك يصح وجوده بعد خلق العالم من غير أن يكون داخله أو خارجه أو فى جهة منه ولا يكون هذا نفيا لوجوده تعالى. فإن قالوا إنه داخل العالم جعلوه محصورا وإن قالوا إنه خارج العالم جعلوا بينه وبين العالم مسافة والله منزه عن ذلك. وكما لا يقال إنه تعالى داخل العالم ولا خارجه كذلك لا يقال إنه متصل بالعالم ولا منفصل عنه بالمسافة، لا يجوز على الله أن يكون متصلا بالعالم ولا منفصلا عن العالم بالمسافة لأن الاتصال والانفصال بالمسافة من صفات الحجم والله عز وجل ليس حجما نفى ذلك عن نفسه بقوله ﴿ليس كمثله شىء﴾.