كيف أرد على المشبهة الوهابية القائلين بأن تأويل الآيات والأحاديث المتشابهة تعطيل
اعلم أنه ورد فى القرءان أن سيدنا عيسى عليه السلام قال ﴿تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى نفسك إنك أنت علام الغيوب﴾ وهذه الجملة فيها استعمال اللفظ الواحد لمعنيين مختلفين لأن النفس يطلق ويراد به الغيب كما فى هذه الآية ﴿ولا أعلم ما فى نفسك﴾ أى ما فى غيبك أى ما أخفيته عن عبادك فلا يعلم كل الخفيات أحد إلا الله أما الوهابية المشبهة المجسمة الذين لا يقبلون بهذا التأويل بل يحملون الآية على ظاهرها والظاهر من اللفظ هو أول متبادر إلى الذهن يكونون بهذا جوزوا على الله الموت لأن الله تعالى يقول ﴿كل نفس ذائقة الموت﴾. كما أن الوهابية يعتقدون والعياذ بالله أن الله له عين حقيقية لأنهم لا يؤولون الآيات المتشابهة بل يحملونها على ظاهرها فماذا يقولون فى قول الله تعالى عن سفينة نوح ﴿تجرى بأعيننا﴾. هؤلاء جعلوا تلك السفينة بما فيها من بشر وبهائم وبقر وحمير فى ذات الله والعياذ بالله، حاشى لله ﴿تجرى بأعيننا﴾ أى بحفظنا لها وليس كما قالوا عين حقيقية. كان فى القرون الماضية رجل من رؤوس المشبهة القدماء يقال له بيان بن سمعان وكان يعتقد أن لله وجها بمعنى الجزء المركب على البدن وأن الله يفنى يوم القيامة ولا يبقى منه إلا وجهه. والوهابية كذلك يعتقدون أن الله جسم له وجه بمعنى الجزء المركب على البدن وإن لم يقولوا يفنى لكنهم يمنعون التأويل ويحملون الآيات المتشابهة على ظاهرها فماذا يقولون فى قوله تعالى ﴿كل شىء هالك إلا وجهه﴾ فهل يقولون إن كل ما سوى الله وهو العالم يفنى ولا يبقى منه شىء وإن الله يفنى ولا يبقى منه إلا الوجه والعياذ بالله. هذا ابن باز أحد زعماء الوهابية وكان أعمى قال له شخص أنتم تمنعون التأويل وتقولون إن التأويل للآيات والأحاديث المتشابهة تعطيل أى إنكار لها فلا يجوز، فما تقول فى قول الله تعالى ﴿ومن كان فى هذه أعمى فهو فى الآخرة أعمى وأضل سبيلا﴾ فقال ابن باز إلا هذه الآية فإنها تؤول، وهذا يدل على سخافة عقيدة الوهابية.