قول الشيخ الدكتور جميل حليم الحسيني اللبناني
حفظه الله
قال الشيخ الدكتور جميل حليم حفظه الله([1]): «نهى السّلف عن التفكّر في ذات الله تعالى للوصول إلى حقيقته، لأنّه لا يَعلمُ اللَّـهَ على الحقيقة إلا اللَّـه، إنّما معرفتُنا بالله هي بمعرفة ما يجب له تعالى وما يستحيل في حقّه وما يجوز في حقّه. وكلّ من يتفكّر في ذاته تعالى فيتخيّل بخياله صورةً أو يتوهمها بوهمه ويعتقد أنَّ ما تخيّله وتوهمه هو الله ما عرف الله سبحانه، إذ لا فرق بينه وبين عابد الصنم، عابد الصنم عبدَ صورةً نحتها وهذا عبد صورة تخيّلها، وأما المؤمن المصدّق فيعبد من لا شبيه ولا مثيل له ـ أي أن الله لا يُتصوّر في الوهم إذ إنه لا يتصور إلا صورة قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ {11} (الشورى) ـ فالله يستحيل أن يكون مصوَّّرًا أي ذا صورة وشكل لأنَّ ذلك من خواصّ الأجسام» اهـ.
[1] ) نقل الإجماع الحاسم في بيان حكم الجهوي والمجسّم، جميل حليم، ص 72.