السبت يونيو 14, 2025
  • فضائلُ سورة الفاتحة

    إن سورة الفاتحة هي أفضل وأعظم سورة في القرآن الكريم، وهي سورة عظيمة الشأن رفيعة القدر، وهي أول سور القرآن الكريم في ترتيب المصحف، ومن أسمائها الشافية وسورة الشفاء لأنها تشفى من الأمراض بإذن الله تعالى، ولها تأثير عظيم وسر بديع في علاج ذوات السموم. وقد رُوي أن الرسول الأعظم ﷺ قال في وصفها وفضلها: “في فاتحة الكتاب شفاء من كل داء” رواه البيهقي.

    ومن أسماء سورة الفاتحة المباركة أيضاً أم القرآن، وأم الكتاب، وسورة الحمد والشفاء، والقرآن العظيم. وهذه السورة المباركة هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيه أي أعطاه الله نبينا وحبينا المصطفى ﷺ كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ المَثَانِي وَالْقُرْآنَ العَظِيمَ } [سورة الحجر /87].

    والسبع المثاني أي آياتها السبع التي تشتملُ على الثناء على الله عزّ وجل بأوصاف الكمال، وقيل هي من التثنية لأنها تتكرر في كل صلاة.

    لقد جاءت سورة الفاتحة بآياتها السبع الموجزة فيها تبيان عظيم فضل الثناء على الله سبحانه وتعالى بما هو أهله ووصفه تعالى بصفات الكمال والجلال اللائقة به عز وجل لإنعامه وإفضاله، وأنه هو مالك العالمين الذي يتصرف في ملكه كما يشاء، وأنه تعالى هو الرحمن ومعناه الذي شملت رحمته في الدنيا المؤمن والكافر، وهو الذي يرحم المؤمنين فقط في الآخرة، وأنه عز وجل هو الرحيم الذي يرحم المؤمنين فقط في الآخرة.

    وفي هذه السورة المباركة بيان أن الله تبارك وتعالى مالك يوم الدين، فهو عزّ وجل مالك العالمين الذي يتصرف في مخلوقاته كما يشاء، وهو سبحانه وتعالى مالك يوم الدين وهو يوم الجزاء، فالله تبارك وتعالى هو مالك الدنيا والآخرة وإنما أخبر عزّ وجل بأنه مالك يوم الدين إعظاماً ليوم الجزاء لشدة ما يحصل فيه من أهوال عظام أي ليفهمنا عظم ذلك اليوم.

    وفي سورة الفاتحة المباركة تبيان أن العبادة والتي هي غاية التذلل لا تكون إلا لله تبارك وتعالى وحده الذي يستحق أن يتذلل له نهاية التذلل.

    وفي هذه السورة المباركة بيان انه يُستعان بالله تعالى الاستعانة الخاصة وهو أن يطلب العبد من ربه وخالقه العون على فعل الخير ودوام الهداية لأن قلوب العباد كلهم بيده تعالى أي بتصرفه يتصرف فيها كيفما يشاء، وكذلك يطلب العبد من ربه وخالقه أن يرزقه ما ينفعه من أسباب المعيشة وما يقوم عليه أمر المعيشة لأنه تبارك وتعالى هو خالق ذلك كله، فلا خالق لشيء من الأشياء إلا الله تعالى.

    وفي هذه السورة المباركة الطلب من الله تعالى الثبات والاستقامة على الطريق المستقيم وطلب الأمان من الزيغ والضلال.

    إن سورة الفاتحة سورة عظيمة الشأن رفيعة القدر وفيها معانٍ عظيمة وجليلة، وهي ركن من أركان الصلاة التي لا تصح الصلاة بدونها، وهي التي يقرؤها المسلمون تلاوة وتبركاً وتداوياً، ولذلك كانت أعظم سور القرآن الكريم كما أخبر نبينا وحبيبنا المصطفى ﷺ.

    فعن الصحابي الجليل أبي سعيد رافع بن المعلى رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله ﷺ: “ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟” فأخذ بيدي، فلما أردنا أن نخرج قلت: يا رسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة في القرآن، قال أي الرسول عليه السلام: “الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته” رواه البخاري.