قال الإمام الماتريدي في تفسيره «تأويلات أهل السُّنَّة» ما نصه([1]): «قال الزجاج: قوله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ} ليس هو الفراغ عن الشغل». ثم قال: «ومنهم من يقول: هذا على الوعيد في كلام العرب». وفي ص474 قال ما نصه: «فأما الله سبحانه وتعالى حيث لا يشغله فعل عن فعل، ولا شيء عن شيء». اهـ.
فمن وصف الله تعالى بأنه يشغله شيء عن شيء ويأخذ عليه وقتًا فقد شبهه بخلقه ووصفه بالعجز والضعف فالله تعالى هو خالق المكان والزمان كما قال الإمام أبو منصور البغدادي في كتابه «الفرق بين الفرق»([2]): وأجمعوا على أنه لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان. فليس في هذه الآية أن الله تعالى ينشغل بشيء ثم لما ينتهي منه ينتقل إلى شيء آخر وهكذا فهذا مستحيل على الله والله منزه عن ذلك وإنما معنى هذه الآية تهديد ووعيد.
([1]) تأويلات أهل السُّنَّة (دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1426هـ المجلد التاسع ص473).