الخميس نوفمبر 7, 2024

خالد الجندي يقول
في الموت بعكس ما ورد في الأحاديث الصحيحة

قال خالد الجندي في مقابلة على تلفزيون المستقبل في برنامج خليك بالبيت بتاريخ 21/10/2003: «أنا ما أعتقد أنّ الموت مؤلم أو مفزع كما يصوره البعض. كان بعض الصحابة يقول: حبذا بالموت إن جاء الأجل، الموت لذيذ كالعسل باختصار شديد الموت مرحلة ممتعة من مراحل انتهاء الحياة»، ثم قال عن البرزخ: «ممتع جدًّا إن شاء الله لكل من ءامن بوحدانية الله».

الرَّدُّ: الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان الموت عليه شديدًا وسكراته شديدة فقد قال عليه الصلاة والسلام: «اللَّهُمَّ هوّن على محمد سكرات الموت» فبماذا تفسر هذا الحديث وبماذا تفسر كلمة سكرات. وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم حديثًا قال فيه بعد أن ذكر فيه ألم الموت وغصته فقال: «هو قدر ثلاثمائة ضربة بالسيف». رواه ابن أبي الدنيا ورجاله ثقات، والرسول قال: «إن للموت سكرات» رواه البخاري.

وقد روى البخاري ومسلم أن الرسول كان عنده قدحٌ ماء عند الموت فجعل يدخل يده في الماء ثم يمسح بها وجهه ويقول: «اللَّهُمَّ هون عليّ سكرات الموت» رواه البخاري. فماذا نقول في كلام خير خلق الله الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ثم تقول الموت ليس مؤلـمًا ولا مفزعًا كما يصوره البعض، ألا تعلم أن الرجل الكافر لما يأتيه عزرائيل لقبض روحه وملائكة العذاب سود زرق فيضربونه من قدّام ومن خلف فيلقى ءالامًا شديدة وعذابًا شديدًا وهذا قبل نزع روحه فيشعر أنّ مفاصله تنهد كل مفصل على حدة لا يستطيع النطق ولا الحراك. ثم أشدّ ألم في الدنيا على الإطلاق أقل من ألم سكرات الموت، هذه قاعدة معروفة عند علماء أهل السُّنَّة فمن أين يكون العسل في الآلام الشديدة. وقد دخل صلى الله عليه وسلم على مريض ثم قال: «إني لأعلم ما يلقى ما منه من عرق إلا ويألم للموت على حدته» رواه ابن أبي الدنيا.

وكان سيدنا علي كرم الله وجهه يحض على القتال ويقول: «إن لم تقتلوا تموتوا والذي نفسي بيده لألف ضربة بالسيف أهون عليّ من موت على فراش». وقال شداد بن أوس: «الموت أفظع هول في الدنيا والآخرة على المؤمن وهو أشد من نشر بالمناشير وقرض بالمقاريض وغلي في القدور»، وهذا سيدنا عيسى صلى الله عليه وسلم قال فيما روي عنه: «يا معشر الحواريين أدعوا الله تعالى أن يهوّن عليّ سكرات الموت». وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «لا أغبط أحدًا يهون عليه الموت بعد الذي رأيت من شدّة موت رسول الله». وقال مجاهد في قوله تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآن} [سورة النساء: 18] قال: «إذا عاين الرسل فعند ذلك تبدو له صفحة وجه ملك الموت، فلا تسأل عن طعم مرارة الموت وكربه عند ترادف سكراته». ماذا تقول في مجاهد وقوله طعم مرارة الموت وكربه عند ترادف سكراته. ويقول أبو حامد الغزالي في «إحياء علوم الدين»: «اعلم أنه لو لم يكن بين يدي العبد المسكين كرب ولا هول ولا عذاب سوى سكرات الموت بمجردها لكان جديرًا بأن يتنغص عليه عيشه ويتكدر عليه سروره ويفارقه سهوه وغفلته».

أما المسألة الثانية قولك عن البرزخ ممتع جدًّا إن شاء الله لكل من ءامن بوحدانية الله تعالى ما هذا الكلام عن البرزخ كأنك جعلت قبور كل الناس ممتعة منورة ونسيت ما رُويَ في الحديث: «القبر إما حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة» رواه الترمذي، وقال صلى الله عليه وسلم: «ما رأيت منظرًا إلا والقبر أفظع منه» رواه الحاكم وابن ماجه. وكان سيدنا عثمان  إذا وقف على قبر بكى حتى يبلّ لحيته ويقول: «إنَّ القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه صاحبه فما بعده أيسر وإن لم ينج منه فما بعده أشد ثم أشد».

فإن تنج منه تنج من ذي عظيمة

 

وإلا فإني لا إخالك ناجيًا أي لا أظنك ناجيًا

أي: لا أظنك ناجيًا.

وأما الدليل على بطلان كلام خالد الجندي أن البرزخ ممتع جدًّا لكل من ءامن بوحدانية الله حديث رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن ابن عباس: مرّ رسول الله على قبرين فقال: «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير إثم، قال: بلى. أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من البول» ثم دعا بعسيب رطب فشقه اثنين فغرس على هذا واحدًا وعلى هذا واحدًا ثم قال: «لعله يخفَّف عنهما»، هذا الحديث حجة بعد كتاب الله على إثبات عذاب القبر. وهذان الرجلان من المسلمين دفنا في جبانة البقيع وكشف للرسول عن حالة تعذيبهما لأن في الحقيقة ذنبهما ذنب كبير. والذنبان هما النميمة وعدم الاستنزاه من البول، والنميمة هي نقل القول بين المتخاصمين للإفساد بينهما. والرسول قال إنهما ليعذبان أثبت في حقهما العذاب وعذاب الله شديد، وخالد الجندي يقول: البرزخ ممتع جدًّا لكل من ءامن بوحدانية الله، وهذان الصحابيان ءامنا بوحدانية الله وبالرسول وبالآخرة ثم عُذّبا، ثم الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه» رواه الدارقطني.