روى البيهقي في كتاب الآداب أن رسول الله ﷺ قال: “أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه”. قوله: “وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه” معناه أن الرسول كافل وضامن ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه. وحسن الخلق هو أن يحسن إلى الناس، فيبذل معروفه مع الناس الذين يعرفون له معروفه والذين لا يعرفون له، لا يجعل معروفه خاصا بالذين يعاملونه بالمثل، فيعم بخيره من يعرف له ومن لا يعرف. لأن حسن الخلق يشتمل على ثلاثة أمور: أن يبذل معروفه أي إحسانه لمن يعمل معه بالمثل ومن لا يعمل معه بالمثل، والأمر الثاني أن يتحمل أذى الناس أي يصبر على أذاهم. والأمر الثالث هو أن يكف أذاه عن الناس ولا يؤذيهم. وهذه الخصال كلها كانت موجودة في أنبياء الله تبارك وتعالى الذين كانوا قدوة للناس. وهذا الذي رزقه الله تعالى حسن الخلق النبي ﷺ ضامن له أن يعطيه الله بيتا في أعلى الجنة. فنسأل الله تعالى حسن الخلق وبيتا في أعلى الجنة.