تواضع وصبر أكابر الصحابة:
بعض أكابر الصحابة من شدة البؤس والفقر خرج من شدة الجوع فلقي يهودياً له بستان كان في المدينة يهود قبل فتح مكة بعد فتح مكة طرجوا ظن اليهودي هذا الصحابي بدوياً لم يعرف أنه صاحبا لرسول قال له اليهودي تخرج لي الماء من البئر وتأخذ على كل دلو حبة تمر قال له نعم فأخرج سبعة عشر دلوا وأخذ سبع عشرة حبة تمر.
وبعدما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم الله فتح على الصحابة المال مرة بلغت زكاة مال سيدنا علي أربعين ألف درهم ثم بعد ذلك هذا المال صرفه للخير ثم لما مات ما وجدوا في بيته إلا سبعين درهماً.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: “أوصيني” قال: “لا تغضب”. فردد مراراً، قال: “لا تغضب”.
وترك الغضب أمر مهم عظيم جدا. ورجل آخر قال: “يا رسول الله ما ينجيني من غضب الله”، قال عليه الصلاة والسلام: “لا تغضب”. ومعنى الحديث من أراد أن يسلم من غضب الله لا يغضب، الذي لا يغضب يسلم له دينه. ترك الغضب يساعد على سلامة الدين، كثير من الناس يهدمون دينهم بسبب غضبة يغضبونها، كإنسان أتم بيتا بناه ثم هدمة من غير سبب.
والذي يساعد على ترك الغضب شهود أن الله خالق كل شيء، كل ما يدخل في الوجود من أجسام وأفعال العباد وغير ذلك والإكثار من التهليل أي قول “لا إله إلا الله” يساعد على ترك الغضب.
هو الغضب سبب الهلاك في الدنيا وفي الآخرة، في الدنيا يسبب القطيعة بين الأقارب وبين الأصدقاء وبين الزوج والزوجة، وأما في الآخرة فإنه يكون سببا للعذاب الأليم، فإن الشخص إذا غضب من شخص، إما أن يسبه، وإما أن يضربه، وإما أن يعمل له مكيد تؤدي به إلى القتل، أو إلى ما دون ذلك. وبسبب غضبه قد يكفر الإنسان، يخرج من الإسلام.
رجل من العرب الأول الذين يقال لهم “عاد”، هؤلاء كانوا طوال الأجسام، كانوا أقوياء بأجسامهم، أكثرهم كانوا كفارا ما آمنوا بنبيهم. أحدهم كان مسلما عاش في الإسلام أربعين سنة واسمه حمار بن مالك وكان زعيم ناحية، ثم أنزل الله تعالى به مصيبة، له أبناء ذهبوا ليصطادوا، أنزل الله عليهم صاعقة فقتلتهم، هذا الرجل الذي عاش أربعين سنة على الإسلام كفر بالله، قال: “لا أعبده لأنه قتل أبنائي”. ثم صار في الناحية التي هو فيها إذا جاء شخص غريب يقول له: “أكفر بالله وإلا قتلتك”، ثم أرسل الله تعالى عليهم ناراً من أسفل الوادي أكلت الوادي كله، الأشجار والبشر وغير ذلك، ماذا استفاد هذا الإنسان بكفره غير أنه اكتسب هلاكاً في الدنيا وعذاباً في الآخرة. وأرجى شيء لترك الغضب أن يذكر الإنسان وقوفه للحساب على كلامه وعلى أعماله. يتذكر حساب الآخرة يقول أنا يوم القيامة تعرض علي أعمال، أقوالي وأفعالي، ولا أدري ما تكون حالي، فهذا يردعه عن الغضب.
ثم إن عرف أن ما يتكلم به الملائكة يكتبونه، ثم هذا الكتاب الذي يكتبونه يعرض عليه في الآخرة، يكف نفسه عن الكلام القبيح ويكف نفسه عن الغضب. فمن خير خصال المؤمن أن يكون بطيء الغضب سريع الرضا.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب، وسيدنا نبي الله سليمان عليه السلام روي أنه قال: “إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، ولا يبالي المسلم الذي هو حريص على سلامة دينه في أن يستغبيه الناس إذا قلل الكلام في المجالس، هو بين الناس اليوم من حضر مجلساً لا يتكلم أو يتكلم قليلاً يقولون: هذا غبي لو كان ذكيا كان يتكلم كثيرا، من يريد سلامة دينه لا يبالي إن قالوا عنه هذا غبي لا يبالي، لا يضره هذا.
وقد ورد أن رجلا أسلم أيام عمر رضي الله عنه، واسمه جبلة بن الأيهم، كان ملكاً، في أثناء الطواف أزعجه رجل فغضب فلطمه، فشكاه الرجل إلى عمر، ، فقال له عمر: خذ حقك منه، فغضب قال: أنا ملك، وهذا من الرعية، كيف يقول له عمر هذا، فكفر وهرب، من أجل الغضب كفر. والإنسان مطلوب منه أن يغلب الغضب لا أن يغلبه الغضب. فمن ملك نفسه عند الاستشعار من نفسه بالغضب سلم ونجا من الهلاك لأن الغضب يسبب الكفر، كثير من الناس يكفرون عند الغضب يسبون خالقهم أو يسبون شعائر الإسلام كالصلاة ونحو ذلك وقد يبعثهم الغضب إلى القتل ظلماً إلى قتل شخص ظلماً، وإلى قطيعة الرحم إلى غير ذلك من المفاسد.
وعن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يسبان وأحدهما قد احمر وجهه فقال رسول الله: “إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال أعود بالله من الشيطان الرجيم، ذهب عنه ما يجد، فقالوا له إن النبي صلى الله عليه وسلم قال “تعوذ بالله من الشيطان الرجيم”.
ويروى أن خياطاً خاط للشافعي رضي الله عنه ثوباً فجعل كما واسعاً وآخر ضيقاً، ليختبر أخلاقه فلما استلمه الشافعي لم يعنفه، بل قال: نضع في واحد الكتب وفي الآخر الأقلام.
وقال أيضاً رضي الله عنه: “من تعلم القرآن زادت قيمته، ومن تعلم السنة قويت حجته، ومن تعلم الأدب رق طبعه.