تكلم عن صفة الوحدانية لله
يجب اعتقاد أن الله واحد لا شريك له ولا معبود بحق سواه وليس جسما مؤلفا من أجزاء قال الله تعالى ﴿وإلهكم إله واحد﴾. وليس المراد بوحدانية الله وحدانية العدد لأن الجسم الواحد له أجزاء بل المراد أنه لا شبيه له فلا يوجد ذات مثل ذاته وليس لغيره صفة كصفته أو فعل كفعله قال الإمام أبو حنيفة رضى الله عنه فى كتابه الفقه الأكبر والله واحد لا من طريق العدد ولكن من طريق أنه لا شريك له، أى لا شريك له فى ذاته ولا فى صفاته ولا فى فعله. فلو لم يكن الله واحدا وكان متعددا لما وجد العالم. فلو كان للكون إلهان وأراد أحدهما وجود شىء والآخر أراد عدمه ولا يكون الشىء موجودا ومعدوما فى ءان واحد. فإن حصل ما أراده أحدهما فهو الإله وأما الآخر فعاجز ولا يكون العاجز إلها فثبت أن الله واحد لا شريك له.