تكلم عن صفة القِدَم لله
اعلم أن الله تعالى قديم أى أزلى لا بداية لوجوده قال الله تعالى ﴿هو الأول﴾ أى أن الله وحده الأول الذى لا ابتداء لوجوده وفسرها الرسول ﷺ بقوله كان الله ولم يكن شىء غيره أى أن الله أزلى ولا أزلى سواه وقد ورد أن الرسول ﷺ كان يقول إذا أراد دخول المسجد أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، والحديث إسناده حسن. فإذا ثبت جواز إطلاق القديم على سلطان الله الذى هو صفته جاز إطلاقه على الذات. وأجمعت الأمة على جواز إطلاق القديم على الله ذكر ذلك الإمام محمد مرتضى الزبيدى فى شرح إحياء علوم الدين. فيجب اعتقاد أن الله قديم بمعنى أنه لا بداية لوجوده قال الإمام أبو جعفر الطحاوى أحمد بن سلامة المصرى فى عقيدته قديم بلا ابتداء. وليس معنى القديم فى حق الله أنه مضى عليه زمان طويل لأن الله تعالى لا يجرى عليه زمان. أما الدليل العقلى على قدم الله فهو أنه لو لم يكن قديما لكان حادثا أى مخلوقا والحادث محتاج إلى من أوجده والمحتاج إلى غيره لا يكون إلها. ويدل قدم الله تعالى أنه كان موجودا قبل العرش وقبل السموات وقبل الجهات والأمكنة بلا مكان ولا جهة ولم يزل كما كان فى الأزل موجودا بلا مكان ولا جهة لأن الله تعالى لا يجوز عليه التغير فإن التغير هو أقوى علامات الحدوث.