تكلم عن صفة العلم لله
يجب اعتقاد أن الله عالم بكل شىء بعلمه الأزلى فهو عالم بذاته وصفاته وما يحدثه من مخلوقاته لأنه لو لم يكن عالما لكان جاهلا والجهل نقص والله منزه عن النقص قال الله تعالى ﴿وأن الله قد أحاط بكل شىء علما﴾ ولا يقبل علمه الزيادة ولا النقصان لأن الله لو كان علمه يزيد وينقص لكان مثل خلقه. ولا يكتسب الله علما جديدا بل هو عالم فى الأزل بكل شىء. وأما قوله تعالى ﴿ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين﴾ فمعناه ولنبلونكم أيها المؤمنون بما شئنا من البلايا حتى نظهر للخلق من هو الصادق الذى يجاهد فى سبيل الله ويصبر على المشقات من غيرهم وليس معناه أنه سوف يعلم المجاهدين بعد أن لم يكن عالما بهم بالامتحان والاختبار فإن ذلك مستحيل على الله.