الجمعة يوليو 26, 2024

تفسير قوله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[سورة المائدة/٤٤]

قال الخازن في تفسير الآية أن اليهود لما أنكروا حكم الله تعالى المنصوص عليه في التوراة وقالوا أنه غير واجب عليهم فهم كافرون على الإطلاق بموسى والتوراة وبمحمد صلى الله عليه وسلم والقرءان، وكانوا أي اليهود قد أنكروا الرجم والقِصاص.

واختلف العلماء فيمن أنزلت هذه الايات الثلاث وهي قوله: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [سورة المائدة/٤٤]، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [سورة المائدة/٤٥]، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [سورة المائدة/٤٧]، فقال جماعة من المفسرين إن الآيات الثلاث نزلت في الكفار لأن المسلم وإن ارتكب كبيرة لا يقال إنه كافر وهذا قول ابن عباس وقتادة والضحاك، ويدل على صحة هذا القول ما رُوي عن البراء بن عازب قال أنزل الله تبارك وتعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} في الكفار كلها أخرجه مسلم.

وقال مجاهد في هذه الآيات الثلاث من ترك الحكم بما أنزل الله ردًّا لكتاب الله فهو كافر، ظالم، فاسق.

وقال عكرمة: “من أقر به أي بالحكم بغير ما أنزل الله فهو ظالم فاسق”. وقال طاووس قلت لابن عباس أكافر من لم يحكم بما أنزل الله فقال به كفر وليس بكفر ينقل عن الملة كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر، ونحو هذا روي عن عطاء قال: “هو كفر دون الكفر”.