السبت يونيو 14, 2025
  • تفسيرُ سورة الإخلاص

    تعالوا بعد ذلك نتعلم معاني وتفسير سورة الإخلاص… سورة التوحيد فنقول وبالله التوفيق قوله تعالى: {قل هو اللهُ أحد} : أي قل يا محمد يا أشرف الخلق إن الله تعالى أحد أي واحد لا شريك له في الألوهية، وهو الذي لا يقبل التعدد والكثرة، وليس له شريك في ذاته وصفاته وأفعاله، فذات الله أي حقيقة الله لا يشبه ذوات المخلوقات، وصفات الله تعالى لا تشبه صفات المخلوقات، وأفعاله تعالى لا تشبه أفعال المخلوقات، فليس لأحد صفة كصفاته تعالى، بل قدرته تعالى قدرة واحدة يقدر بها سبحانه على كل شيء فلا يعجزه شيء، وعلمه سبحانه وتعالى واحد يعلم به كل شيء فلا يخفى على الله تعالى شيء، وهو تبارك وتعالى وحده الخالق الرازق المحيي المميت. يقول الإمام ابو حنيفة رضي الله عنه: “والله تعالى واحد لا من طريق العدد ولكن من طريق أنه لا شريك له”.

    فلا شريك لله تبارك وتعالى في الذات ولا في الصفات ولا في الأفعال.

    { اللَّهُ الصَّمَدُ (2)} : أي الذي تفتقر إليه جميع المخلوقات مع استغنائه سبحانه وتعالى عن كل موجود، فالله تبارك وتعالى غنيُّ عن جميع الخلق لا يحتاج إليهم، فهم لا ينفعونه ولا يضرونه.

    { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)}: أي أنه سبحانه وتعالى ليس أباً ولا ابناً، فهو سبحانه ليس أصلاً لشيء ولا هو فرع عن شيء.

    {لَمْ يلِدْ} أي أنه تعالى لا ينحل منه شيء، أي لا يجوز عقلاً أن ينفصل منه شيئاً كما ينفصل الولد عن والده، لأنه سبحانه وتعالى ليس أصلاً لشيء، فالله سبحانه وتعالى مُنزّه عن أن يكون له بعض وجزء.

    {ولم يُولد} : أي أنه تبارك وتعالى ليس فرعاً عن شيء كالابن فرع عن والده، وهذا يعطي معنى أنه تعالى لا يحلّ في شيء.

    ففي قوله تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)} نفي للمادية والانحلال، وهو أن ينحل منه شيء أو أن يحل هو في شيء، سبحانه وتعالى عما يقول الكافرون الظالمون.

    {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)} أي أن الله سبحانه وتعالى لا نظير ولا شبيه له في خلقه بوجه من الوجوه، فهو تبارك وتعالى كما وصف نفسه في القرآن الكريم بقوله: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } [الشورى/11].